للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٨٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ, حَدَّثَنَا عَلِىٌّ - يَعْنِى ابْنَ الْمَدِينِىِّ -, عَنْ سُفْيَانَ (١) , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ, عَنْ أَبِى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ, عَنْ جَدِّهِ حُرَيْثٍ - رَجُلٍ مِنْ بَنِى عُذْرَةَ -,

===

قال في "النيل" (٢): ولم ير مالك ولا عامة الفقهاء الخط، واعتذروا عن الحديث بأنه ضعيف مضطرب.

وأما عند الحنفية فقال في "البدائع" (٣): حكى أبو عصمة عن محمد أنه قال: لا يخط بين يديه، فإن الخط وتركه سواء, لأنه لا يبدو للناظر من بعيد فلا يمتنع، فلا يحصل المقصود، ومن الناس (٤) من قال: يخط بين يديه خطًا إما طولًا شبه ظل السترة، أو عرضًا شبه المحراب، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلَّى أحدكم في الصحراء فليتخذ بين يديه سترة، فإن لم يجد فليخط بين يديه خطًا"، ولكن الحديث غريب ورد فيما تعم به البلوى فلا نأخذ به.

٦٨٨ - (حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا علي -يعني ابن المديني-) هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم، أبو الحسن ابن المديني البصري، ثقة ثبت، إمام أهل عصره بالحديث وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرت نفسي إلَّا عنده، وقال فيه شيخه ابن عيينة: كنت أتعلم منه أكثر بما يتعلمه مني، وقال النسائي: كأن الله خلقه للحديث، عابوا عليه إجابته في المحنة، لكنه تَنَصَّل وتاب واعتذر بأنه كان خاف على نفسه، مات سنة ٢٣٤ هـ.

(عن سفيان) يعني ابن عيينة، (عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث- رجل من بني عذرة-،


(١) وفي نسخة: "يعني ابن عينية".
(٢) "نيل الأوطار" (٣/ ٨).
(٣) "بدائع الصنائع" (١/ ٥١١).
(٤) وقد حكي عن الصاحبين العمل به، "أنوار المحمود" (١/ ٢٤٧)، و"الشامي" (٢/ ٤٨٥)، و"طحطاوي على مراقي الفلاح" (ص ٢٩٨). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>