قال الشوكاني (١): وفي "سنن ابن ماجه" وابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي هريرة: "لكان أن يقف مئة عام خيرًا له من الخطوة التي خطاها"، وهذا مشعر بأن إطلاق الأربعين للمبالغة في تعظيم الأمر لا لخصوص عدد معين، وفي "مسند البزار": "لكان أن يقف أربعين خريفًا".
(خير له) أي للمار (من أن يمر بين يديه) أي المصلي، يعني لو علم المار مقدار الإثم الذي يلحقه من مروره بين يدي المصلي لاختار أن يقف المدة المذكورة حتى لا يلحقه ذلك الإثم، وقال الكرماني: بل التقدير لو يعلم المار ما عليه لوقف أربعين، ولو وقف أربعين لكان خيرًا له، انتهى.
(قال أبو النضر: لا أدري قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو بسر بن سعيد:(أربعين يومًا أو شهرًا أو سنة) معنى هذا الكلام أن أبا النضر يقول: إن بسر بن سعيد يروي هذا الحديث عن أبي جهيم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يذكر بعد لفظ أربعين لا يومًا ولا شهرًا ولا سنة، فلا أدري هل ذكر بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا من هذه الثلاثة أو لم يذكر؟
ويحتمل أن يكون معناه قال أبو النضر: لا أدري أي لا أحفظ قال شيخي بسر بن سعيد بعد قوله: "لكان أن يقف أربعين": لفظ يومًا أو شهرًا أو سنة، وبعضهم رد الضمير إلى أبي جهيم وهو أيضًا محتمل.