للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

والدليل عليه أن الذي يرفع يديه حال التسليم لا يقال له: اسكن في الصلاة، ولهذا ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث رفع الأيدي عند السلام: اسكنوا في الصلاة.

والدليل الثاني على أن الحديثين مختلفان أن في حديث تميم بن طرفة قال: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن رافعو أيدينا، الحديث، كذا للبخاري في "جزئه" وعند أبي داود في "سننه"، وهكذا في "مسند أحمد بن حنبل" برواية وكيع، وفي النسائي ومسلم: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا يدل على أن هذا الكلام صدر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل المسجد والناس يصلون صلواتهم.

وأما حديث عبيد الله بن القبطية عن جابر ففيه عند البخاري: كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام عليكم، السلام عليكم، وعند مسلم في "صحيحه": قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.

وعند أبي داود: قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم أحدنا أشار بيده من عن يمينه، ومن عن يساره، فلما صلى قال: ما بال أحدكم، الحديث، وهكذا في النسائي وغيره.

وهذا السياق يدل صريحًا على أن هذا الكلام صدر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كان يصلي بالناس جماعة، فلما فرغ من الصلاة ورآهم رافعي أيديهم عند السلام نهاهم عن ذلك.

فثبت بهذا مثل ضوء النهار أن حديث تميم بن طرفة كان في وقت، وحديث عبيد الله بن القبطية كان في وقت آخر غير الوقت الأول، فثبت قطعًا أن حديث تميم بن طرفة الطائي عن جابر بن سمرة ناسخ لرفع اليدين في الصلاة عند الرفع والخفض.

<<  <  ج: ص:  >  >>