للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ سَجَدَ, وَوَضَعَ وَجْهَهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ, وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ أَيْضًا رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ". قَالَ مُحَمَّدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ بْنِ أَبِى الْحَسَنِ فَقَالَ: هِىَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَعَلَهُ مَنْ فَعَلَهُ, وَتَرَكَهُ مَنْ تَرَكَهُ. [م ٤٠١، حم ٤/ ٣١٧، خزيمة ٩٠٥]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هَمَّامٌ, عَنِ ابْنِ جُحَادَةَ, لَمْ يَذْكُرِ الرَّفْعَ مَعَ الرَّفْعِ مِنَ السُّجُودِ.

===

(ثم سجد، ووضع وجهه بين كفيه، وإذا رفع رأسه من السجود أيضًا رفع يديه) وظاهر هذا الكلام يدل على أنه إذا رفع رأسه من السجود الأول والثاني يرفع يديه، وهذا يخالف ما تقدم من رواية ابن عمر من طريق سفيان عن الزهري، وفيه: ولا يرفع بين السجدتين، وكذلك في رواية الزبيدي عن الزهري من حديث ابن عمر: ولا يرفع يديه في السجود، وفي البخاري: ولا يفعل ذلك في السجود.

ويحتمل أن يكون المراد من السجود السجدة الثانية، فيكون المعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه بعد ما يرفع رأسه من السجدة الثانية عند القيام إلى الركعة الثانية.

(حتى فرغ) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من صلاته) أي فعل ذلك الأفعال المذكورة حتى فرغ من صلاته.

(قال محمد) أي ابن جحادة: (فذكرت ذلك) الحديث (للحسن بن أبي الحسن) وهو الحسن البصري (فقال) الحسن: (هي صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعله) أي ذلك الفعل في الصلاة (من فعله، وتركه من تركه. قال أبو داود: روى هذا الحديث همام (١) عن ابن جحادة، لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود) (٢) أي لم يذكر همام رفع اليدين مع رفعه - صلى الله عليه وسلم - من السجود.


(١) ابن يحيى بن دينار. "ابن رسلان". (ش).
(٢) أخرج روايته أحمد في "مسنده" (٤/ ٣١٧)، ومسلم في "صحيحه" (٤٠١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>