للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ». قَالَ: "نَفْثُهُ الشِّعْرُ, وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ, وَهَمْزُهُ الْمُوتَةُ". [جه ٨٠٧، حم ٤/ ٨٠]

===

إلى كفره (ونفثه) أي سحره (وهمزه) أي وسوسته، قال الطيبي: النفخ كناية عن الكبر، كأن الشيطان ينفخ فيه بالوسوسة فيعظمه في عينه ويحقر الناس عنده، والنفث عبارة عن الشعر, لأنه ينفثه الإنسان من فيه كالرقية، انتهى، قلت: والمراد بالشعر الشعر المذموم مما فيه هجو مسلم أو كفر أو فسق.

(قال) أي عمرو بن مرة، قلت: وفي "مشكاة المصابيح": وقال عمر، قال القاري في "شرحه": قال ميرك: صوابه عمرو بالواو (نفثه) بالرفع على الإعراب، وبالجر على الحكاية (الشعر) أي المذموم، (ونفخه الكبر، وهمزه الموْتَةُ) بالضم وفتح التاء غير مهموز، نوع من الجنون والصرع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمال عقله كالنائم والسكران، قاله الطيبي، وقال أبو عبيدة: المجنون سماه همزًا, لأنه يحصل من الهمز والنخس، وكل شيء دفعته فقد همزته.

ثم قال الطيبي: إن كان هذا التفسير من متن الحديث فلا معدل عنه، وإن كان من بعض الرواة فالأنسب أن يراد بالنفث السحر، لقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ} (١)، وأن يراد بالهمز الوسوسة، لقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} (٢) وهي خطراتهم، فإنهم يغرون الناس على المعاصي، كما تهمز الركضة والدواب بالمهماز، انتهى.

قلت: وما اعترض عليه ابن حجر وأجاب عنه القاري، فكلاهما ذكرهما القاري في "المرقاة" (٣).


(١) سورة الفلق: الآية ٤.
(٢) سورة المؤمنين: الآية ٩٧.
(٣) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>