للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى, فَقِيلَ: نَافَقْتَ يَا فُلَانُ, فَقَالَ: مَا نَافَقْتُ, فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّى مَعَكَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَإِنَّمَا (١) نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ, وَنَعْمَلُ بِأَيْدِينَا, وَإِنَّهُ جَاءَ يَؤُمُّنَا فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ, أَفَتَّانٌ أَنْتَ

===

فاعتزل رجل) قال في "جامع الأصول" (٢): حديث صلاة معاذ وتطويله: اسم الرجل (٣) الذي قطع صلاته وصلى وحده حرام بن ملحان خال أنس بن مالك (من القوم) أي قطع الصلاة التي كان يصلي مع معاذ وفارق الجماعة (فصلى) لنفسه في ناحية المسجد صلاة خفيفة.

(فقيل) أي لذلك الرجل، وفي رواية لمسلم: "فأخبر معاذ عنه فقال: إنه منافق"، وفي رواية له: "فقالوا له"، والقائل كلهم، فمرة نسب القولى إلى معاذ، ومرة نسب إلى القوم، ومرة أبهمه (نافقت) بحذف همزة الاستفهام، وتدل عليه رواية مسلم، فإن فيها تصريحًا بهمزة الاستفهام، ويحتمل أن يكون خبرًا كما تدلى عليه الرواية الثانية بلفظ: "فقال: إنه منافق" (يما فلان) أي فعلت فعل المنافقين من ترك الصلاة مع الجماعة.

(فقال) الرجل: (ما نافقت، فأتى) ذلك الرجل (النبي- صلى الله عليه وسلم - وسلم- فقال) ذلك الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن معاذًا يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا يا رسول الله، وإنما نحن إصحاب نواضح) وهي الإبل التي يستقى عليها، يريد أنهم أصحاب عمل في الزراعة (ونعمل بايدينا) وحاصل الكلام إظهار التعب والمشقة في العمل، وإطالة الصلاة زيادة على المشقة (وإنه جاء يؤمنا فقرأ بسورة البقرة) أي استفتحها وكأنه يومئ إلى أنه لا يطيق الإطالة في الصلاة بسبب التعب في العمل.

(فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا معاذ، أفتان أنت) أي موقع الناس في


(١) وفي نسخة: "إنا".
(٢) (١٥/ ٦٠٢).
(٣) وفي "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص ٤٦٨): حرام بن ملحان، وقيل: حزم بن أبي كعب، وقيل: سليم، كما تقدم. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>