للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَبِي سَاسَانَ، عن الْمُهَاجِرِ بْنِ قنْفُذ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ

===

(عن حضين) بمهملة ثم معجمة مصغرًا (ابن المنذر) بن حارث الرقاشي، بتخفيف القاف وبالمعجمة (أبي ساسان) البصري بمهملتين، وهو لقبه (١)، وأبو محمد كنيته، كان صاحب راية علي يوم صفين، ولا يعرف حضين غيره، مات على رأس المئة (٢).

(عن المهاجر بن قنفذ) (٣) بضم القاف والفاء، ابن عُمَيْر بن جُدْعان، بضم الجيم وسكون المعجمة، التيميّ القرشي، أسلم يوم فتح مكة، استعمله عثمان على شرطته، سكن البصرة، ومات بها (أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ (٤)، ثم اعتذر إليه) (٥)، وهكذا في رواية النسائي "وهو يبول"، وفي رواية ابن ماجه "وهو يتوضأ"، وهكذا في رواية أحمد بن حنبل في "مسنده"، وفي رواية لأحمد "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبول أو قد بال".

قال الشيخ عبد الغني في "إنجاح الحاجة": قوله: "وهو يتوضأ": يحتمل أن يكون المراد من التوضؤ البول بطريق الاستعارة, لأن الاستعارة


(١) وبسط صاحب "الغاية" نظائره من أنهم قد يلقبون بصورة الكنية. (ش).
(٢) انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (٢/ ٢١٩/ ١٣٦٦).
(٣) قيل: إنه لقب واسمه عامر، بسطه صاحب "الغاية" (ص ٣٩). (ش).
(٤) بمعناه اللغوي على ما حمل عليه الأساتذة وبهم التأسي، ويحتمل التعدد، كذا في "التقرير". (ش).
(٥) بسط ابن رسلان في الاعتذار. (ش). [قلت: قال العيني في "شرح أبي داود" (١/ ٧٤): فيه استعطاف منه - عليه السلام - لخاطر الرجل، وتطييب لقلبه، حيث أخَّر جواب سلامه حتى لا يخطر بباله أنه - عليه السلام - قد تغير عليه، وهذا من آدابه وأخلاقه"].

<<  <  ج: ص:  >  >>