للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٥٨ - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عن خَالِدٍ، عن مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَمْروٍ -، عن عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ،

===

يصح الاستدلال، على أن في الكتاب والسنَّة بيان فرضية القراءة، وليس فيهما بيان قدر القراءة المفروضة. وقد خرج فعل الصحابة -رضي الله عنهم- على مقدار، فيجعل بيانًا لمجمل الكتاب والسنَّة بخلاف التطوع, لأن كل شفع من التطوع صلاة على حدة، حتى إن فساد الشفع الثاني لا يوجب فساد الشفع الأول بخلاف الفرض، والله أعلم، قاله في "البدائع" (١).

قلت: ويمكن أن يقال في الجواب: إن الحديث مشتمل على أفعال: بعض منها أركان، وبعضها من الواجبات، وبعضها من السنن، فيكون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم افعل ذلك في صلاتك كلها"، أي ائت ذلك الأفعال كلها من الأركان والواجبات والسنن على وجهها، ويكون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وما انتقصت من هذا شيئًا، فإنما انتقصته من صلاتك"، أي إذا أديت ناقصًا شيئًا من هذا أديتها ناقصًا على مرتبة الأفعال منها.

٨٥٨ - (حدثنا وهب بن بقية، عن خالد (٢)، عن محمد يعني ابن عمرو) بن علقمة، (عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه)، اختلف نسخ أبي داود في ذكر لفظ "عن أبيه" ههنا في رواية محمد بن عمرو عن علي، وفي عدم ذكره، وهذا اللفظ موجود في جميع النسخ الموجودة إلَّا في النسخة القادرية (٣)، ونسخة "عون المعبود"، وقد أخرج حديث محمد بن عمرو الإِمام أحمد في "مسنده"، وليس فيه عن أبيه.

وكذلك نقل هذه الرواية الحافظ في "الفتح" (٤) عن "مصنف ابن أبي شيبة"،


(١) "بدائع الصنائع" (١/ ٢٩٥ - ٢٩٦).
(٢) يعني ابن عبد الله الواسطي. "ابن رسلان". (ش)
(٣) وليس في نسخة ابن رسلان أيضًا. (ش). [وكذلك نص المزي في "تحفة الأشراف" (٣٦٠٤) أنه لم يقل "عن أبيه" في رواية وهب هذه].
(٤) "فتح الباري" (٢/ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>