وَأُمُّهَا زينَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وَهِيَ صَبِيَّةٌ يَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ، يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ وُيعِيدُهَا إِذَا قَامَ، حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا". [خ ٥٩٩٦، م ٥٤٣، ن ٧١١]
===
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، ولما أطلقه من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكة وأرسلها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأقام بمكة على شركه حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام، فلما عاد لقيته سرية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال وأسروا أناسًا.
وهرب أبو العاص بن الربيع، ثم أتى المدينة ليلًا، فدخل على زينب، فاستجار بها فأجارته، وصاحت زينب بعد صلاة الصبح أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جوارها، وقال: "يجير على المسلمين أدناهم"، ثم قال لزينب: "أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له"، قالت: إنه جاء في طلب ماله، فجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك السرية، وقال: "إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالًا وهو مما أفاء الله - صلى الله عليه وسلم - عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه الذي له، فإن أبيتم فأنتم أحق به"، فقالوا: بل نرده عليه، فردوا عليه ماله أجمع، فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والله ما منعني من الإِسلام إلَّا خوف أن تظنوا بي أكل أموالكم، ثم قدم على رسول الله مسلمًا، وحسن إسلامه، وتوفي سنة ١٢ هـ.
(وأمها زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي)، أي أمامة (صبية يحملها على عاتقه)(١) أي كتفه (فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي على عاتقه، يضعها إذا ركع ويعيدها) على عاتقه (إذا قام) من السجدة (حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها).
(١) قال ابن رسلان: اختلفوا في توجيه الحديث على أقوال، ثم بسطه، وكذا بسط الكلام عليه النووي في "شرح مسلم" وردَّ على ما قاله الخطابي، وكذا تأويل المالكية، فليراجع (٣/ ٣٧)، وفي "المنهل" (٦/ ١٦): اختلفت المالكية في تأويله, لأنهم رأوه عملًا كثيرًا، فروى ابن القاسم عن مالك أنه كان في النافلة، واستبعده عياض وغيره =