للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أو مائلًا إلى اليمين أو الشمال، ويمكن ههنا أن يكون الباب مائلًا إلى اليمين أو الشمال، فمشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأجل ذلك عن يمينه أو شماله.

والجواب الثاني عنه: أن يقال: يمكن أنه وقع من بعض الرواة تقديم وتأخير في اللفظ واختصار، ويكون نظم الحديث هكذا: استفتحت الباب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي تطوعًا، والباب على القبلة أو عن يمينه أو عن يساره، فمشى، ففتح الباب.

ويدلس على ذلك ما أخرجه الدارقطني (١) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فإذا استفتح إنسان الباب، ففتح له ما كان في قبلته أو عن يمينه أو عن يساره.

قلت: وهاهنا إشكال آخر صعب الجواب، وهو أن كون الباب في القبلة لا يكاد يصح، فإنه قد صرح المؤرخون وثبت عن الأحاديث الصحاح أن حجرة عائشة -رضي الله عنها - كانت في شرقي المسجد، وكان باب حجرتها شارعة إلى المسجد.

قال في "نزهة الناظرين في مسجد سيد الأولين والآخرين" في ذكر حجرة عائشة: وباب بيته كان في المغرب، وقيل: في الشام، وقيل: كان له بابان: باب في المغرب، وباب في الشام.

وقال في "خلاصة الوفاء" (٢): وكان باب عائشة يواجه الشام.

وقال في "وفاء الوفاء": ووقفت عند باب عائشة فإذا هو مستقبل المغرب، وهو صريح في أن الباب كان في جهة المغرب، وسيأتي ما يؤيده.

وكذا ما روي في الصحيح من كشفه - صلى الله عليه وسلم - من سجف الباب في مرضه


(١) "سنن الدارقطني" (٢/ ٨٠).
(٢) (٢/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>