للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أكثر أهل الحجاز وأكثر أهل الشام، وحكاه النووي في "شرح مسلم" عن الجمهور، كذا في "النيل" (١).

واحتج الأئمة الثلاثة ومن معهم بما روي عن أبي هريرة في قصة ذي اليدين بأنه تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسيًا، فإن عنده أنه كان أتم الصلاة، وذو اليدين تكلم ناسيًا، فإنه زعم أن الصلاة قد قصرت، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يستقبل الصلاة، ولم يأمر ذا اليدين ولا أبا بكر ولا عمر بالاستقبال.

وبما روي عنه - صلى الله عليه وسلم -: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" (٢)، أخرجه ابن ماجه والدارقطني والبيهقي وغيرهم.

وبأن كلام الناسي بمنزلة سلام الناسي، وذلك لا يوجب فساد الصلاة، وإن كان كلامًا, لأنه خطاب الآدميين، ولهذا يخرج عمده من الصلاة، كذا هذا.

واحتج (٣) الإِمام أبو حنيفة ومن معه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وليبن علي صلاته ما لم يتكلم"، جوَّز البناء إلى غاية التكلم فيقضي انتهاء الجواز بالتكلم (٤).

وبما روي عن ابن مسعود (٥) وفي آخره: "فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال: إن الله عزَّ وَجَلَّ يحدث من أمره ما يشاء، وإن الله تعالى قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة، فرد علي السلام".


(١) "نيل الأوطار" (٢/ ٣٦٧).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٢٠٤٣، ٢٠٤٥)، والدارقطني (٤/ ١٧٠)، والبيهقي (٧/ ٣٥٦) بلفظ: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنِّسيان".
(٣) وبما تقدم من روايات الفتح على الإِمام، وفي بعض طرقها: قال عليه السلام: "أليس فيكم أبي"، الحديث، وبلفظ الحصر في الروايات الآتية في العاطس. (ش).
(٤) كذا في "البدائع" (١/ ٥٣٨). (ش)،
(٥) سيأتي تخريجه تحت حديث رقم (٩٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>