للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذِ اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا اطِّلَاعَةً، فَإِذَا الذِّئْبُ قَدْ ذَهَبَ بشَاةٍ مِنْهَا، وَأَنَا مِنْ بَنِي آدم آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّة، فَعَظَّمَ ذَاكَ (١) عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: "ائْتِنِي بِهَا"، فَجِئْتُ (٢) بِهَا، فَقَالَ: "أَيْنَ اللَّهُ؟ " قَالَتْ: في السَّمَاءِ، قَالَ: "مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: "أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ". [م ٥٣٧، ن ١٢١٨، حم ٥/ ٤٤٧، ط ٢/ ٧٧٦]

٩٣١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائيُّ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ

===

قال النووي (٣): فيه دليل على جواز استخدام السيد جاريته في الرعي وإن كانت تنفرد في المرعى، ومع هذا فإن خيف مفسدة من رعيها لريبة فيها أو لفساد ممن يكون في الناحية التي ترعى فيها أو نحو ذلك لم يسترعها، انتهى ملخصًا.

(إذا اطلعت عليها اطلاعة) أي أشرفت عليها وخرجت لأعلم حالها (فإذ الذئب قد ذهب بشاة منها، وأنا من بني آدم آسف) (٤) بفتح السين أي أغضب (كما يأسفون لكني صككتها صكة) أي لطمتها لطمة (فعظم) من التعظيم (ذاك) أي صكتي إياها (علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت) أي توبة عنها: (أفلا أعتقها؟ قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ائتني بها، فجئت بها) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها: (أين الله؟ (٥) قالت: في السماء)، والمراد بها نفي الألوهية عن الأصنام، واعتقاد وجوده وعظمته وعلوه لا الجهة (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها: (من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة) (٦).

٩٣١ - (حدثنا محمد بن يونس النسائي، نا عبد الملك بن


(١) في نسخة: "ذلك".
(٢) وفيها نسختان: "فجئته بها"، "فأتيت بها".
(٣) "شرح صحيح مسلم" (٣/ ٢٩).
(٤) بالمد "ابن رسلان". (ش).
(٥) وبسط الكلام عليه في "الفتاوى الحديثية" (ص ١٥١). (ش).
(٦) لا خلاف في جواز عتق الكافر في التطوع، وإنما الخلاف في الكفارة. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>