للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٥٦ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عن عَبْدِ اللَّه بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ السُّوَرَ (١) في رَكْعَةٍ؟

===

كراهة الركوع قائمًا لمن افتتح الصلاة قاعدًا، وخالفهم آخرون، فلم يروا به بأسًا, لأنه انتقال إلى أفضل، وحجتهم ما روي بأسانيد عن عائشة -رضي الله عنها - أنها لم تر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاة الليل قاعدًا قط حتى أسنَّ، فكان يقرأ قاعدًا حتى إذا أراد أن يركع قام، فقرأ نحوًا من ثلاثين آية أو أربعين آية، ثم ركع، ففي هذا الحديث أنه كان يركع قائمًا فهو أولى, لأنه أثبت الركوع قائمًا، ومن أثبت الركوع قاعدًا لا ينفي هذا, لأنه قد يفعل الركوع قاعدًا في حال وقائمًا في حال، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد - رحمهم الله-، وهذا الحديث بظاهره مخالف للأحاديث المتقدمة، والجواب عنه أن هذا الاختلاف محمول على اختلاف الأوقات، وحديث عبد الله بن شقيق عن عائشة - رضي الله عنها - برواية خالد عنه يأتي قريبًا مطولًا في تفريع أبواب التطوع.

٩٥٦ - (حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا يزيد بن هارون، أنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ السور في ركعة؟ ) وفي بعض النسخ: السورة بالإفراد، والأول أولى وأصح، ويؤيده ما روى البيهقي (٢) من طريق يزيد بن زريع، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرن بين السور؟ قالت: من المفصل، وفي أخرى له: أنه قال: بين السورتين.

وكذا أخرج الطحاوي (٣) من طريق عثمان بن عمر قال: أنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرن


(١) وفي نسخة: "السورة".
(٢) "السنن الكبرى" (٢/ ٦٠).
(٣) "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>