للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لنَا في أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا، قَابِلِيهَا، وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا". [حب ٩٩٢، ك ١/ ٢٦٥]

===

(واهدنا سبل السلام) أي طرق دينه التي بها نسلم من العذاب، (ونجنا من الظلمات إلى النور) أي من الكفر إلى الإِسلام، ومن الجهل إلى العلم، (وجنبنا الفواحش) أي باعدنا من الذنوب الكبيرة (ما ظهر منها وما بطن) أي لم يظهر على الناس، فالمراد علانيتها وسرها.

(وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا (١) وذرياتنا)، والمراد بالبركة فيها التزايد في الخير منها، (وتب علينا) أي ارجع علينا بقبول التوبة والمغفرة (إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها) من الثناء (قابليها) - وفي نسخة: قائليها- بصيغة جمع الفاعل من القبول سقطت نونها بالإضافة.

قال القاري في "الحرز": أي قابلين لنعمتك آخذين لها على نعت القبول ووصف الرضا، وفي نسخة: قائليها على أنه اسم فاعل قال: قال المصنف: لا يظهر لها وجه وجيه، وفي نسخة -وهو أصل الجلال-: "فأبليها" بفتح فاء فهمز فسكون موحدة وكسر لام فياء ساكنة، وكتب الجلال تحته لعله فأبلها أي بلا ياء، قيل: ولعل الياء حصلت من إشباع الكسرة، وحاصله أنه من الإبلاء بمعنى الإعطاء، فالمعنى فأعط النعم على وجه الزيادة.

(وأتمها) أمر من الإتمام، والضمير للنعمة (علينا) كما قال الله تعالى: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} (٢).


(١) يدخل فيه من لم يتزوج بعد حتى من في الجنة، "ابن رسلان". (ش).
(٢) سورة المائدة: الآية ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>