على أن الأولى النسخة الأولى بلفظة "عن", لأنه بين الجهة أولًا، ثم ذكر المسلمين عليهم، وأما على النسخة الثانية بلفظة "على" فيكون بيانًا لما تقدم من المسلمين عليهم، والله تعالى أعلم.
(قال أبو داود: سليمان بن موسى كوفي الأصل كان بدمشق) أي سكن الكوفة أولًا، ثم تحول إلى دمشق فكان بها، كما تقدم في ترجمته (قال أبو داود: ودلت هذه الصحيفة)(١) أي الصحيفة التي كتبها سمرة بن جندب إلى بنيه كما تقدم ذكرها في ترجمة سمرة (أن الحسن سمع من سمرة).
قلت: اختلف المحدثون في سماع الحسن عن سمرة، قال يحيى القطان وآخرون: هي كتاب، وأما رواية الحسن عن سمرة بن جندب ففي "صحيح البخاري" سماعًا منه لحديث العقيقة، وقد روي عنه نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة، وعند علي بن المديني أن كلها سماع، وكذا حكى الترمذي عن البخاري.
ووقع في "مسند أحمد" في حديث هشيم قال: جاء رجل إلى الحسن فقال: إن عبدًا له ابق، وإنه نذر إن يقدر عليه أن يقطع يده فقال الحسن: حدثنا سمرة، الحديث، وهذا يقتضي سماعه منه بغير حديث العقيقة.
(١) وكتب المولوي عبد الجبار من أهل الحديث في مكتوبه: أن الشيخ حسين عرب اليمني البهوبالي كتب في بياضه المسمى بـ "نور العينين" أنه وقع في بعض النسخ الخطية لأبي داود: قال أبو داود: وحدثنا جعفر بن سعد- لا: سعيد- بن سمرة بن جندب قال: حدثني الحسن قال: سمعت سمرة بن جندب يقول في خطبته: أما بعد، فعلى صحة هذه النسخة يصح قول أبي داود: إن الصحيفة دلَّت على أن الحسن سمع من سمرة، وزال الإشكال، انتهى، كذا في"المكاتيب العلمية" لهذا العبد الفقير. (ش).