للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "رَآنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَعْبَثُ بِالْحَصَى فِى الصَّلَاةِ, فَلَمَّا انْصَرَفَ نَهَانِى وَقَالَ: اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصْنَعُ, فَقُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصْنَعُ؟ قَالَ (١): إِذَا جَلَسَ فِى الصَّلَاةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا, وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ الَّتِى تَلِى الإِبْهَامَ, وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى. [م ٥٨٠، ن ١٢٦٧، حم ٢/ ٦٥]

===

(قال) علي: (رآني عبد الله بن عمر وأنا) (٢) والواو حالية (أعبث) أي أتلهى (بالحصى في الصلاة) والظاهر أنه رآه وهو يصلي (فلما انصرف) (٣) عن الصلاة (نهاني) عن العبث في الصلاة (وقال) أي عبد الله: (اصنع) في الصلاة (كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع) فيها, ولا تعبث (فقلت: وكيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع؟ ).

(قال) ابن عمر: (إذا جلس) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها) سوى السبابة (وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى)، فثبت في هذا الحديث الإشارة في التشهد، ولكن لم يبين كيفية (٤) قبض الأصابع.

قلت: وقد اتفقت الأئمة الثلاثة وأتباعهم على كون الإشارة في جلسة التشهد سنة كما حكاه العيني في "شرح الهداية"، وكذا اتفق عليه أئمتنا الثلاثة وقدماء أتباعهم، والخلاف إنما جاء من المتأخرين ولا اعتداد بخلافهم.

قال القاري في "تزيين العبارة": أما أدلة الإشارة فمن الكتاب إجمالًا


(١) زاد في نسخة: "كان".
(٢) وفي لفظ لمسلم: صليت إلى جنب ابن عمر - رضي الله عنهما -، فذكر نحوه. (ش).
(٣) ولفظ "الموطأ": فلما انصرفت. (ش).
(٤) وبسطه الشامي، ورسالة له في "رسائل ابن عابدين" (ص ١١٩)، وأنكر حضرة الشيخ المجدد في "مكتوباته" الإشارة، واعتذر عنه مرزا مظهر جان جاناد في "مكاتيبه" (ص ٤٠) بأن كتب الحديث في زمانه لم تشتهر في الهند. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>