للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وقد أخرج الإمام أحمد (١) من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن، فإن التشبيك (٢) من الشيطان".

قال الشوكاني (٣): وقد اختلف في الحكمة في النهي عن التشبيك في المسجد كما في حديث أبي سعيد، وفي غيره كما في حديث كعب بن عجرة، فقيل: لما فيه من العبث، وفيه هن التشبه بالشيطان، وقيل: لدلالة الشيطان على ذلك، وجعل بعضهم ذلك دالًّا على تشبيك الأحوال.

قال ابن العربي (٤): وقد شاهدت رجلًا كان يكره رؤية ذلك ويقول: فيه تطير في تشبيك الأحوال على المرء، وظاهر النهي عن التشبيك التحريم لولا حديث ذي اليدين الذي سيشير إليه المصنف قريبًا، وظاهره نهي من كان في المسجد عن التشبيك، سواء كان في صلاة أم لا، كما جزم به النووي في "التهذيب"، انتهى.

قلت: وعند الحنفية التشبيك مكروه في الصلاة، ولمن كان منتظرًا لصلاة أو ماشيًا إليها.

قال في "الدر المختار" (٥) في المكروهات: وفرقعة الأصابع وتشبيكها ولو منتظرًا لصلاة أو ماشيًا إليها للنهي، وقال الشامى: ونقل في "المعراج" الإجماع على كراهة الفرقعة والتشبيك في الصلاة، وينبغي أن تكون تحريمية للنهي المذكور "حلية" و"بحر".


(١) "مسند أحمد" (٣/ ٤٣).
(٢) وقيل: لما أنه يجلب النوم، أو يشير إلى الاختلاف. "ابن رسلان". (ش).
(٣) "نيل الأوطار" (٢/ ٣٨٦).
(٤) "عارضة الأحوذي" (٢/ ١٧٨).
(٥) (٢/ ٤٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>