للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَصَلَّى بنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَمَّ، ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ في مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَوَضَعَ يَدَيْهِ (١) عَلَيْهَا، إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى، يُعْرَفُ في وَجْهِهِ الْغَضَبُ، ثُمَّ خَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ

===

قلت: ما قال الحافظ: إن الشك فيما روى النسائي من جهة أبي هريرة، ففيه نظر، فإن لفظ النسائي في النسخة التي عندنا هكذا: "صلَّى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي، قال: قال أبو هريرة: ولكني نسيت" بتكرار لفظ قال وبواو العطف، فعلى هذا معنى هذا الكلام كما تقدم: قال ابن سيرين: قال أبو هريرة، أي في تسمية إحدى صلاتي العشي وتعيينها, ولكني نسيت، فعلى هذا لا يدل هذا الكلام على أن الشاك أبو هريرة بل الشاك ابن سيرين.

وأيضًا في قوله: "ولم تختلف الرواة في حديث عمران في قصة الخرباق أنها العصر" نظر، فإنه أخرج البيهقي (٢) من طريق خالد، عن أبي قلابة، ثنا أبو المهلب، عن عمران بن حصين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الظهر أو العصر ثلاث ركعات، الحديث بالشك.

(قال) أبو هريرة: (فصلَّى بنا ركعتين ثم سلَّم) أي على الركعتين الأوليين وسها عن الركعتين الأخريين (ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد) أي في جهة القبلة، فإنه روى مسلم من طريق ابن عيينة عن أيوب: "ثم أتى جذعًا في قبلة المسجد"، وكأنه الجذع الذي كان - صلى الله عليه وسلم - يستند إليه قبل اتخاذ المنبر، وبذلك جزم بعض الشراح (فوضع يديه عليها) أي على الخشبة (إحداهما على الأخرى) حال من يديه (يعرف في وجهه الغضب)، لعل وجه الغضب تأثير التردد والشك في فعله، أو كأنه كان غضبان فوقع له الشك لأجل غضبه.

(ثم خرج سرعان الناس) بفتح المهملات (٣) ومنهم من سكن الراء،


(١) وفي نسخة: "يده".
(٢) "السنن الكبرى" (٢/ ٣٥٥).
(٣) قال عياض: كذا رويناه من متقني مشايخنا. "ابن رسلان". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>