للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وخامسها: أن أبا هريرة حضر القصة يدل عليه قوله: صلَّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قلت: يا للعجب كيف ينسبون الوهم إلى الزهري ويزعمون أنه متفرد بذكر ذي الشمالين، وقد مرَّ ما يوافقه على جعله ذا الشمالين مكان ذي اليدين من حديث ابن عباس عند البزار والطبراني، ومن أقوال غير واحد من أهل العلم، وقد تابعه في ذلك عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة عن أبي هريرة عند النسائي والطحاوي بإسناد قوي، قال العلامة ابن التركماني في "الجوهر النقي" (١): هذا سند صحيح على شرط مسلم، وقال الطحاوي في "معاني الآثار" (٢): حدثنا ربيع المؤذن بسنده عن أبي هريرة فذكر نحوه وهذا أيضًا سند صحيح.

وأما ما علَّله بعض الجهلة بأن يزيد بن أبي حبيب كان يرسل، فمردود بأن حكم من يرسل ليس كحكم المدلس حتى لا يحتج بعنعنته، وقد احتج الشيخان بعنعنة يزيد بن أبي حبيب في "صحيحيهما".

قلت: فبطل بذلك قول الذين زعموا أن ذا الشمالين لم يذكره أحد في هذه الرواية إلَّا الزهري.

وأما ما استدلوا به على وهمه من الوجوه المتقدمة فنستوفي عليه الكلام بفضل الله الملك العزيز العلَّام.

أما الأول: فيجاب عنه: بأن الذي تكلم في السهو يقال له الخرباق وعمير وذو اليدين وذو الشمالين جميعًا، وقيل: عبد الله أيضًا.

قال العلَّامة ابن الأثير في "جامع الأصول" (٣): الخرباق السلمي: اسمه


(١) (٢/ ٣٦٨).
(٢) (١/ ٤٤٥).
(٣) (١٣/ ٤٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>