للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِيهَ خُلِق آدَمُ،

===

النحر هو يوم الحج الأكبر على الصحيح عند الشافعية ومالك وأحمد، لما في "البخاري" (١): أنه - صلى الله عليه وسلم - وقف يوم النحر بين الجمرات وقال: "هذا يوم الحج الأكبر". وفي الحديث دلالة على أنه أفضل من أيام السنة، ولكنه يعارض حديث "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة".

ويعارضه أيضًا ما أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٢) عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينظر الله تعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فلم ير يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة".

وقد ذهبت الشافعية (٣) إلى أنه أفضل من يوم النحر، ولا يخفى أن حديث الباب ليس فيه إلَّا أن يوم النحر أعظم، وكونه أعظم وإن كان مستلزمًا لكونه أفضل، لكنه ليس كالتصريح بالأفضلية، كما في حديث جابر - رضي الله عنه -: إذ لا شك أن الدلالة المطابقية أقوى من الالتزامية، فإن أمكن الجمع يحمل أعظمية يوم النحر على غير الأفضلية فذاك، وإلا يمكن، فدلالة حديث جابر على أفضلية يوم عرفة أقوى من دلالة حديث عبد الله بن قرط على أفضلية يوم النحر، انتهى.

(فيه خلق آدم) (٤) الذي هو مبنى العالم وأصل جميع الأنبياء والرسل، وفي رواية "مسلم" و"الترمذي" (٥): "وفيه أدخل الجنة"، وفيه دليل


(١) "صحيح البخاري" (١٧٤٢).
(٢) "صحيح ابن حبان" (٦/ ٦٢).
(٣) قال ابن القيم (١/ ٣٦٣): اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة؟ على قولين، هما وجهان للشافعي، انتهى، وجعل في "تحفة المحتاج" (٢/ ٤٨٠) أفضلية الجمعة على عرفة شاذًا في المذهب. (ش).
(٤) قال ابن العربي: الأمور كلها خير ثم ذكرها، (انظر: "عارضة الأحوذي" (٢/ ٢٧٤). (ش).
(٥) "صحيح مسلم" (٨٥٤)، "سنن الترمذي" (٤٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>