للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَوْمَ الجُمُعَةِ، مِنْ حِينَ تُصْبِحُ (١) حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالإِنْسَ، وَفِيها (٢) سَاعَهٌ لَا يُصادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصلِّي يَسْأَلُ الله عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةً إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا".

قَالَ كَعْبٌ: ذَلِكَ في كُلِّ سَنةٍ يَوْمٌ؟ فَقُلْتُ: بَلْ في كُلِّ جُمُعَةٍ،

===

(يوم الجمعة من حين تصبح) قال الطيبي: بني على الفتح لإضافته إلى الجملة، ويجوز إعرابه إلَّا أن الرواية بالفتح (حتى تطلع الشمس) لأن القيامة تظهر يوم الجمعة بين الصبح وطلوع الشمس (شفقا) أي خوفًا (من الساعة) أي من قيام القيامة، وإنما سميت ساعة لوقوعها في ساعة، (إلَّا الجن والإنس) فإنهم لا يلهمون ذلك بأن هذا يوم يحتمل وقوع القيامة فيه، بل المعنى أن غالبهم غافلون عن ذلك لا (٣) أنهم لا يعلمون، وإخفاؤها عنهم ليتحقق عنهم الإيمان بالغيب، ولأنهم لو علموها لتنغص عيشهم، ولم يشتغلوا بتحصيل كفافهم من القوت خوفًا من ذلك.

(وفيها) أي في الجمعة أو في ساعات يوم الجمعة، وفي رواية بالتذكير أي في يوم الجمعة، والمراد جنسه (ساعة لا يصادفها) أي لا يوافقها (عبد مسلم وهو يصلي) حقيقة أو حكمًا بالانتظار، أو معناه يدعو (يسأل الله عزَّ وَجَلَّ) حال أو بدل (حاجة) من أمر الدنيا والآخرة (إلَّا أعطاه إياها) أي بالشروط المعتبرة في آداب الدعاء.

(قال كعب: ذلك) إشارة إلى اليوم المذكور المشتمل على تلك الساعة الشريفة مبتدأ (في كل سنة يوم؟ ) ويوم خبره، (فقلت: بل في كل جمعة) أي هي - الساعة- في كل جمعة، أو هذا اليوم في كل أسبوع يوم، أي هذا اليوم المشتمل على ما ذكر كائن في كل أسبوع، وهذا أظهر مطابقة للجواب.


(١) وفي نسخة: "يصبح".
(٢) وفي نسخة: "وفيه".
(٣) وفي الأصل: "إلَّا" وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>