للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ (١) اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ,

===

احتج به مسلم في "صحيحه"، وقال المنذري: ثقة، قلت: هكذا كناه المقدسي والدولابي (٢)، ولكن كناه الحافظ في "التقريب" و"تهذيب التهذيب" و"لسان الميزان" (٣) أبا عبد الله، وكذا كناه صاحب "الخلاصة"، فالظاهر أن له كنيتين.

(حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه) بريدة بن الحصيب الأسلمي (قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران) أي فيهما خطوط حمر يمشيان (ويعثران) بضم المثلثة ويجوز تثليثها. ففي "القاموس": (٤) عَثَرَ كَضَرَبَ ونَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ: كبا، والمعنى أنهما يسقطان على الأرض لصغرهما، وفي رواية الكشاف: يعثران ويقومان.

قلت: وهذا الذي قاله القاري مشكل، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوج فاطمة عليًا في صفر في السنة الثانية من الهجرة، وقيل: في رجب، وبنى بها في ذي الحجة من تلك السنة، وولد الحسن بن علي في نصف رمضان من السنة الثالثة على الراجح، وولد الحسين في شعبان في السنة الرابعة من الهجرة على الراجح، وكان بناء المنبر (٥) في السنة الثامنة على الراجح، وقيل: في السابعة، فعلى هذا كان عمر الحسن إذ ذاك زائدًا على أربع سنين، وعمر الحسين ثلاث سنين، وأشهرًا، وفي هذا العمر يكون الأطفال أقوياء على المشي، لا يسقطون على الأرض للصغر وقلة القوة، فلعله كان عثارهما لطول القميص، والله تعالى أعلم.


(١) وفي نسخة: "نبي الله - صلى الله عليه وسلم -".
(٢) انظر: "الكنى والأسماء" للدولابي (٢/ ٣٥). و"الجمع بين رجال الصحيحين" للمقدسي (١/ ٨٨ رقم ٣٤٠).
(٣) انظر: "تقريب التهذيب" (٢٥١)، و"تهذيب التهذيب" (٢/ ٣٧٣)، و"لسان الميزان" (١/ ٥٤٩).
(٤) "القاموس المحيط" (٢/ ١٢٠).
(٥) كما تقدم في "باب اتخاذ المنبر". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>