للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ, وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ. قَالَ: فَجَعَلْنَ (١) النِّسَاءُ يُشِرْنَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ

===

شهيرة في تلك البقعة وصف المصلَّى بمجاورتها، وكثير المذكور هو ابن الصلت بن معاوية الكندي، تابعي كبير، ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقدم المدينة هو وأخواته (٢) بعده، فسكنها، وحالف بني جمح، وروى ابن سعد بإسناد صحيح إلى نافع قال: كان اسم كثير بن الصلت قليلًا، فسماه عمر -رضي الله عنه - كثيرًا، وقد صح سماع كثير من عمر -رضي الله عنه - فمن بعده، وكان له شرف وذكر، وهو ابن أخي جمد بفتح الجيم وسكون الميم أو فتحها، أحد ملوك كندة الذين قتلوا في الردة، وقد ذكر أبوه في "الصحابة" لابن منده، وفي صحة ذلك نظر.

وقال الحافظ أيضًا في محل آخر (٣)، وظهر من هذ الحديث أنهم جعلوا لمصلاه شيئًا يعرف به، وهو المراد بالعلم وهو بفتحتين الشيء الشاخص (فصلَّى) أي صلاة العيد (ثم خطب) بعدها، (ولم يذكر) ابن عباس (أذانًا ولا إقامة) وهذا قول عبد الرحمن بن عابس، ولكن وقع في "البخاري" و"مسلم" (٤) عن عطاء عن ابن عباس وعن جابر قالا: "لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الضحى".

(قال) ابن عباس: (ثم أمر بالصدقة) أي ثم أتى النساء فأمرهن بالصدقة (قال) ابن عباس: (فجعلن) وفي نسخة: جعل، وهو الأوفق بالقواعد (النساء يشرن) أي يرفعن أيديهن (إلى آذانهن وحلوقهن) ليأخذ الحلي منها


(١) وفي نسخة: "فجعل".
(٢) كذا في الأصل: "هو وأخواته" وفي "فتح الباري (٢/ ٤٤٩): "هو وأخويه" وكلاهما تحريف، وفي "عمدة القاري" (٥/ ١٦٩): "هو وإخوته"، والظاهر: "هو وأخواه".
انظر: "تهذيب الكمال" (٦/ ١٥٦) رقم (٥٥٣٥) , و"تهذيب التهذيب" (٨/ ٤١٩).
(٣) "فتح الباري" (٢/ ٤٦٥).
(٤) "صحيح البخاري" (٩٦٠)، و"صحيح مسلم" (٨٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>