للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: "اللهُمَّ اَسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مُرِيعًا

===

النبي - صلى الله عليه وسلم - نفوس باكية، أو نساء باكيات لانقطاع المطر عنهم ملتجئة إليه، وهذه هي الرواية المعتمدة في "سنن أبي داود"، وقد صحف كثير منهم نسخ السنن بوجوه متعددة لا يظهر لبعضها معنى صحيح، قاله في "فتح الودود".

قلت: ضبطه صاحب "المصابيح" و"المشكاة" قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواكئ، وأقره علي القاري في "شرحه" (١) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواكئ، المواكأة والتوكؤ والاتكاء: الاعتماد والتحامل على الشيء، في "النهاية" (٢): أي يتحامل على يديه، أي يرفعهما ويمدهما في الدعاء، ومنه التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها، كذا قاله الخطابي في "معالم السنن" (٣)، انتهى.

وقال القاري أيضًا في ختم الحديث: قال ميرك: بإسناد صحيح، ولفظه "أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - بواك وفي نسخة: بواكي بالباء الموحدة، جمع باكية، ووقع في شرح الخطابي: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يواكئ" بالياء المثناة من تحت مضمومة وآخره مهموز، قال: ومعناه يتحامل على يديه إذا رفعهما ومدهما في الدعاء، قال النووي: وهذا الذي ادعاه الخطابي لم تأت به الرواية ولا انحصر الصواب فيه، بل ليس له واضح المعنى، وفي رواية البيهقي: "أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - هوازل (٤) " بدل "بواكي" انتهى، ويمكن الجمع بينهما، قاله القاري.

(فقال: اللَّهُم اسقنا) بهمزة الوصل والقطع (غيثًا) أي مطرًا (مغيثًا) بضم أوله من الإغاثة أي معينًا (مريئًا) بفتح الميم والمد، ويجوز إدغامه أي هنيئًا، محمود العاقبة، لا ضرر فيه من الغرق والهدم، يقال: مرأني الطعام وأمرأني: إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبًا (مريعًا) بفتح الميم ويضم: ذا مراعة


(١) انظر: "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٦١٤) ح (١٥٠٧).
(٢) "النهاية" (٥/ ٢١٨).
(٣) "معالم السنن" (١/ ٢٥٥).
(٤) كذا في الأصل و"مرقاة المفاتيح" (٣/ ٦١٥)، لكن وقع في "السنن الكبرى" (٣/ ٣٥٥): "هوازن" بدل "هوازل" وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>