في يوم شديد الحر، فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه، فأطال القيام حتى جعلوا يخرون) أي يسقطون على الأرض مغشيًا عليهم من طول قيامه (ثم ركع) الركوع الأول (فأطال) الركوع (ثم رفع) رأسه من الركوع الأول (فأطال) القيام (ثم ركع) الركوع الثاني (فأطال) ذلك الركوع (ثم رفع) رأسه من الركوع الثاني (فأطال) القيام (ثم سجد سجدتين، ثم قام) إلى الركعة الثانية (فصنع نحوًا) أي قريبًا (من ذلك) الذي صنع في الركعة الأولى (فكان أربع ركعات) أي أربع ركوعات (وأربع سجدات) في الركعتين، في كل ركعة ركوعان وسجدتان (وساق الحديث).
أخرج هذا الحديث مسلم في "صحيحه" (١) مطولًا من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وذكر فيه بقية الحديث وهي هذه، ثم قال: "إنه عرض علي كل شيء توعدونه، فعرضت علي الجنة"، الحديث، وهذا الحديث مناسبته للباب ظاهرة.
وقد أخرج بعده حديث عائشة وحديث ابن عباس الدالين على أربع ركوعات، ليدل على أن الراجح عنده من الروايات رواية أربع ركوعات، وما زاد على ذلك فهو شاذ، وقد تقدم أن حديث عائشة مختلف، ففي حديث عائشة المتقدم ست ركوعات، وكذلك حديث ابن عباس اختلف فيه، فروى الترمذي عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه ست ركوعات.