للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم في معنى هذا الحديث من تقرير شيخه مولانا رشيد أحمد- قدس الله سره -: قوله: "فجعل يصلي ركعتين ركعتين"، كلمة جعل توهم أن المعنى أخذ في صلاة ركعتين ثم ركعتين، وهو ينافي سائر ما نقل عنه - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف، إذ لم يرو أحد منهم زيادة على ركعتين، فالصحيح أن ركعتين بمعنى ركوعين تأكيد للأولى منهما، وعلى هذا فالمعنى ظاهر، وبذلك يظهر إيراده في هذا الباب، وإنما افتقر إلى تأكيد في أمر الركوعين لمزيد الاختلاف فيه، قوله: "ويسأل عنها"، أي يدعو الله في شأنها وشأن أنفسهم أن ينجي كُلًا منا عما يؤخذ فيه، انتهى.

قلت: يؤيد قول الشيخ - رحمه الله- حديث الطحاوي، فإنه ليس فيه لفظ "عنها" بل فيه "ويسأل"، وكذلك يؤيده حديث أحمد في "مسنده" فإنه ليس في حديثه لفظ "عنها"، وكذلك يؤيده ما أخرجه الحاكم، من طريق معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير: "أن الشمس انكسفت، فصلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين"، فإنه ليس فيه تكرار ركعتين ولا ذكر السؤال، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، لكن يخالف ما قال الشيخ - رحمه الله- حديث أحمد، فإن فيه: "كان يصلي ركعتين؛ ثم يسأل، ثم يصلي ركعتين"، فإنه صريح في أنه يصلي ركعتين، ثم ركعتين.

ثم رأيت "سنن النسائي" فأخرج فيها هذا الحديث من طريق معاذ بن هشام قال: ثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا خسفت الشمس والقمر فصلوا كأحدث صلاة صليتموها"، ثم أخرج من طريق عاصم الأحول عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى حين انكسفت الشمس مثل صلاتنا يركع ويسجد"، فليس في أكثر الروايات تكرار ركعتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>