في قصر الصلاة، والآخر: عن نافع عن ابن عمر في فضل المدينة، نقل ابن خلفون أن العجلي وثقه، وقال أحمد وابن معين والنسائي: ثقة.
(عن أبيه) حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (قال: صحبت ابن عمر في طريق) أي في سفر، (قال: فصلَّى بنا ركعتين، ثم أقبل) أي توجه (فرأى ناسًا قيامًا) أي في الصلاة (فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون) أي يصلون النافلة (قال) أي ابن عمر: (لو كنت مسبحًا) أي مصليًا النوافل (أتممت صلاتي).
معنى هذا الكلام أن الفرض خفف فيه بالقصر، فخفف في النوافل في أصلها بأنه من شاء فعل ومن شاء ترك، فلو صلوا في حالة السير والتزموها لتوهم التحتم والوجوب، وهو خلاف منشأ الشارع، فإن الفرض أحق بالاهتمام من النوافل.
(يا ابن أخي، إني صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر، فلم يزد على ركعتين) أي ركعتي الفرض (حتى قبضه الله عَزَّ وَجلَّ، وصحبت أبا بكر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عَزَّ وَجَلَّ، وصحبت عمر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عَزَّ وَجلَّ، وصحبت عثمان فلم يزد (١) على ركعتين حتى قبضه الله عَزَّ وَجلَّ).
(١) قال ابن العربي (٣/ ١٧): هذا يدل على أن ما قيل: "إنه تأهل بمكة" باطل، وبسط =