للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَدَعُوهُمَا وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ". [حم ٢/ ٤٠٥، ق ٣/ ٤٧١]

===

(عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تدعوهما) أي لا تتركوا ركعتي الفجر (وإن) وصلية (طردتكم) أي دفعتكم (الخيل) وهذا الحديث أيضًا لا يناسب بالباب.

حكى صاحب "العون" (١) في معنى هذا الحديث عن الشيخ نذير حسين الدهلوي (٢): "لا تتركوا ركعتي الفجر وإن دفعتكم الفرسان"، أي فرسانكم للرحيل، يعني إن حان وقت رحيل الجيش، وسار الجيش وعجل للرحيل فلا تتركوهما، وحكى معنًى ثانيًا عن الشيخ حسين بن محسن الأنصاري (٣) فقال: وإن طردتكم الخيل أي خيل العدو، ومعناه إذا كان الرجل مثلًا هاربًا من العدو، والعدو يركب فرسه ليقتله، فلا ينبغي للمطلوب ترك ركعتي الفجر.

ثم حكى محشيه عن بعض تلامذة الشيخ المحدث السهارنفوري (٤) معنى ثالثًا: أنه كتب على هامش "معاني الآثار" ما نصه: طردتكم الخيل أي جرت عليكم الخيل، ودقت أعناقكم فدفعتكم عن الاشتغال بهما، فأتى بكلمات غليظة، وشنع عليه بتشنيعات بليغة، وادعى بتغليط هذا المعنى فقال: انظر إلى هذا المعنى الغلط البين، يضحك به الطلبة فضلاً عن الكملة، وأسأل هذا المتعلي عمن أخذت هذا المعنى، وقد جرى هذا المجهل على عادة أسلافه من السب والشتم والتفحش مع أن هذا المعنى فرد من أفراد المعنى الثاني، والعجب أنه لم يسأل الشيخ الدهلوي ولا الشيخ الأنصاري أنهما عمن أخذا معنييهما مع أن الكل محتمل.


(١) انظر: "عون المعبود" (٤/ ٩٦).
(٢) المتوفى ١٣١٥ هـ، "نزهة الخواطر" (٨/ ٥٢٧).
(٣) المتوفى ١٣٢٧ هـ، "نزهة الخواطر" (٨/ ١٢١).
(٤) هو الشيخ الفقيه المحدث أحمد علي السهارونفوري (ت ١٢٩٧ هـ)، انظر: "نزهة الخواطر" (٧/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>