للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

فلو كان الاستثناء محفوظًا لم يخالف بريدة روايته (١)، وقد نقل ابن الجوزي في "الموضوعات" عن الفلاس أنه كذب حيان المذكور، انتهى.

قلت: حيان بن عبيد الله، قال البزار: هو بصري مشهور، ليس به بأس، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد": لكنه اختلط، وذكره ابن عدي في "الضعفاء". قال البخاري: ذكر الصلت عنه الاختلاط، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال إسحاق بن راهويه: كان رجل صدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: مجهول، فلم يصب.

وقول ابن الجوزي: حيان كذبه الفلاس، فيه نظر، فإن حيان هذا غير الذي كذبه الفلاس (٢)، ذاك حيان بن عبد الله بالتكبير، أبو جبلة الدارمي، وذاك حيان بن عبيد الله بالتصغير، أبو زهير البصري، ذكرهما في "الميزان" (٣)، فقول الحافظ: رواية حيان شاذة، فيه نظر؛ لأن متن الحديث ليس فيه من مخالفة للحفاظ، بل فيه زيادة.

وأما المخالفة في الإسناد، فليس فيه إلا أنه قال: "عن أبيه" بدل عن عبد الله بن مغفل، وهو الاختلاف في اسم الصحابي، فلا يقدح هذا في الحديث، ويمكن أن تكون الرواية من كليهما، وما نقل من الإسماعيلي: وكان بريدة يصلي ركعتين قبل صلاة المغرب، فهو غير صحيح، ولعله سقط منه لفظ "الابن"، فإنه قال السيوطي في "اللَالي المصنوعة" (٤): إن ابن المبارك قال في حديثه عن كهمس: فكان ابن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين، فلو كان ابن بريدة سمع من أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا


(١) في الأصل: "راويه" وهو تحريف.
(٢) يؤيده ما نقله الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص ١٩) عن السيوطي: الذي كذبه الفلاس رجل آخر.
(٣) "ميزان الاعتدال" (١/ ٦٢٢ - ٦٢٣)، (٢٣٨٦ - ٢٣٨٨).
(٤) (٢/ ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>