للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ

===

ذكوان، (عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يعقد) بكسر القاف أي يشد (الشيطان) (١) أي إبليس أو بعض جنده (على قافية رأس أحدكم) أي قفاه ومؤخره (إذا هو نام ثلاث عقد) (٢) والمراد بها عقد الكسل، قال البيضاوي: القافية القفا، وقفا كل شيء وقافيته آخره، وعقد الشيطان على قافيته استعارة عن تسليط (٣) الشيطان وتحبيبه النوم إليه، والدعة والاستراحة، والتقييد بالثلاث للتأكيد، أو لأن الذي ينحل به عقدته ثلاثة أشياء: الذّكْرُ والوضوء والصلاة، وكان الشيطان منعه عن كل واحدة منها بعقدة عقدها على قافيته، ولعل تخصيص القفا لأنه محل الواهمة ومحل تصرفها، وهو أطوع القوى للشيطان وأسرع إجابة لدعوته.

(يضرب) أي بيده تأكيدًا أو إحكامًا (مكان) أي في مكان (كل عقدة) قال ميرك (٤): واختلف في هذا العقد فقيل: على الحقيقة، كما يعقد الساحر من يسحره، ويؤيده ما ورد في بعض طرق الحديث: "إن على رأس كل آدمي حبلًا فيه ثلاث عقد"، وقيل: على المجاز، كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم من منعه من الذكر والصلاة بفعل الساحر بالمسحور من منعه عن مراده، وقيل: المراد به عقد القلب وتصميمه على الشيء، فكأنه يوسوس بأن عليك ليلًا طويلًا، فيتأخر عن القيام، وقيل: مجاز عن تثبيط الشيطان وتعويقه للنائم من قيام الليل.


(١) يخالف ما ورد: من قرأ آية الكرسي لا يقربه الشيطان. (ش).
(٢) قال الشيخ ولي الله: جَرَّبْتُه. (ش).
(٣) كذا في الأصل، والصواب: تسويل، كما في "المرقاة" (٣/ ٢٩٤)، سَوَّل له الأمر حَبَّبَه إليه.
(٤) انظر: "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>