للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ, فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ, فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ, فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ, فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ» (١). [خ ١١٤٢، م ٧٧٦، ن ١٦٠٧، ط ١/ ١٧٦/ ٩٥، جه ١٣٢٩]

===

(عليك ليل طويل فارقد) قال الشيخ ابن حجر (٢): هكذا وقع في جميع روايات البخاري "ليل" بالرفع، ورواية الأكثر عن مسلم بالنصب على الإغراء، وقوله: "عليك" إما خبر لقوله: ليل طويل، أي ليل طويل باقٍ عليك، أو إغراء، أي عليك بالنوم أمامك ليل طويل، فالكلام جملتان، والثانية مستأنفة كالتعليل.

(فإن استيقظ) أي من نوم الغفلة (فذكر الله) بالقلب أو اللسان (انحلت) أي انفتحت (عقدة) أي عقدة الغفلة، (فإن توضأ انحلت عقدة) أي عقدة النجاسة (فإن صلَّى انحلت عقدة) (٣) أي عقدة الكسالة والبطالة (فأصبح نشيطًا) أي للعبادة (طيب النفس) ذات فرح, لأنه تخلَّص عن وثاق الشيطان وتخفَّف عنه أعباء الغفلة والنسيان.

(وإلَّا) أي وإن لم يفعل كذلك بل أطاع الشيطان ونام حتى تفوته صلاة الصبح، ذكره ميرك، والظاهر حتى تفوته صلاة التهجد (أصبح خبيث النفس) (٤) محزون القلب، كثير الهم، متحيرًا في أمره (كسلانًا) لا يحصل مراده فيما يقصد من أموره، لأنه مقيد بقيد الشيطان.


(١) في نسخة: "كسلان".
(٢) انظر: "فتح الباري" (٣/ ٢٥).
(٣) بالإفراد والجمع روايتان، كذا في "الفتح" (٣/ ٢٦). (ش).
(٤) يشكل عليه ما سيأتي "لا يقول أحدكم: خبثت نفسي" وأجيب عنه بأن النهي باعتبار النفس، والقول باعنبار الوصف، أو النهي باعتبار الأصل، والقول تنفير وغير ذلك، كما في "الأوجز" (٣/ ٦٠٣). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>