للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ, عَنْ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ الأَسْلَمِىَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- آتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَبِحَاجَتِهِ فَقَالَ: «سَلْنِى» , فَقُلْتُ: مُرَافَقَتَكَ فِى الْجَنَّةِ, قَالَ: «أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ » قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ, قَالَ: «فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ». [م ٤٨٩، ت ٣٤١٦، ن ١١٣٨، جه ٣٨٧٩، حم ٤/ ٥٧]

===

(نا الأوزاعى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: سمعت ربيعة بن كعب) بن مالك (الأسلمي) أبو فراس بكسر فاء وخفة راء وسين مهملة، المدني، كان من أهل الصُّفة، خدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه، له في الكتب حديث واحد (١)، فيه: "أعني على نفسك بكثرة السجود" (يقول: كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) لعله كان يخدمه (٢) في السفر (آتيه بوَضوئه) أي ماء الوضوء (وبحاجته) أي ما يحتاج إليه في ذلك الوقت.

(فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سلني، فقلت: مرافقتك) أي أسأل صحبتك وقربك (في الجنة، قال: أو) الهمزة للاستفهام والواو للعطف. أي أو تسأل (غير ذلك؟ قلت: هو) أي غير ذلك (ذاك) حاصله أن كل ما أسأله هو مرافقتك ليس إلا ذاك (قال: فأعني) أي فكن لي عونًا (على نفسك) الأمَّارة بالسوء التي تمنع من حصول مطلوبك (بكثرة السجود) أي بكثرة الصلاة والعبادة، أو يقال: أعني على إصلاح نفسك.


(١) ولا يشكل عليه ما في الترمذي (٣٤١٦) من الدعاء في هوي من الليل, لأن ظاهر ما في "مسند أحمد" (٤/ ٥٧) رقم (١٦٥٥٧) أنهما حديث واحد اختصره بعض الرواة فذكره مقطعًا، نعم يشكل عليه ما في مسند أحمد (١٦٥٥٨) من حديث النكاح الطويل، ويمكن التفصي عنه بأن المراد بالكتبِ الستةُ.
واستدل بذلك على أنها أفضل من طول القيام، وأجيب بأن المراد كثرة الصلاة، وستأتي المذاهب قريبًا. (ش).
(٢) وهكذا في "الكوكب" (٤/ ٣٤٠)، ويشكل عليه ما في "مسند أحمد" (٤/ ٥٧) من لفظ الحجرة والبيت، وللتأويل مساغ، كما في "المرقاة" (٢/ ٦١٥). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>