للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: نِعْمَ الْمَرْءُ كَانَ عَامِرًا (١).

قَالَ: قَلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ الْقُرْآنَ.

===

فالجواب عنه أن في رواية مسلم وقع الاختصار فلعله كان فيها، قالت: من هشام؟ أهشام بن عامر الذي قتل يوم أحد؟ قال حكيم: نعم ابن عامر الذي قتل يوم أحد، ثم قال قتادة: وكان أصيب يوم أحد، ولم يذكره أبو داود.

(قال) حكيم: (قلت: نعم) أي هو هشام بن عامر، هكذا في رواية أبي داود "قال: قلت"، وفي رواية مسلم "قال" بدون لفظ "قلت"، وهكذا في رواية "قيام الليل" لمحمد بن نصر، وفي رواية البيهقي "قلت" بدون لفظ "قال"، وكذا في النسائي، وما في رواية مسلم ومحمد بن نصر أولى، فإن الراوي سعد بن هشام لا حكيم بن أفلح.

(قالت: نعم) فعل مدح (المرء كان عامرًا، قال) سعد: (قلت: يا أم المومنين حدثيني عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ألست تقرأ القرآن؟ فإن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان القرآن).

قال النووي (٢): معناه (٣) العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه


(١) في نسخة: "عامر".
(٢) "شرح صحيح مسلم" (٣/ ٢٨٣).
(٣) قلت: وبسط القاري في "شرح الشمائل" (٢/ ١٥٠) في معناه على أقوال: منها أنه تخلق بأخلاق الله تعالى، فإن القرآن صفته، أو إشارة إلى أنه لا تتناهى عجائبه كما لا تتناهى عجائبه، قلت: وقد أخرج السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٨٢) نحو ذلك عن يزيد بن بابنوس أنه سأل عائشة، وفيه زيادة توضح المراد، قالت: كان خلقه القرآن، ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنين {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} الآيات العشر، فقالت: هكذا كان خلُق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي رواية ذكرها القاري في "شرح الشمائل" (٢/ ١٥٠) وصاحب "البداية والنهاية" (٦/ ٣٥) عنها قالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>