للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَأْتِينَا بَعْدَ الْعِشَاءِ يُحَدِّثُنا. قَال أَبُو سَعِيدٍ: - قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى يُرَاوحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ مِنْ طُول الْقِيَامِ - وَأَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُنَا: مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ يَقُول: لَا سَوَاءٌ، كُنَّا مُسْتَضعَفِينَ مُسْتَذَلِّينَ- قَال مُسَدَّدٌ: بِمَكَّةَ- فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ كانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، نُدَالُ عَلَيْهُمْ وُيدَالُونَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةً أَبْطَأَ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَأتِينَا فِيهِ، فَقُلْنَا: لَقَدْ أَبْطَاتَ عَنَّا اللَّيْلَةَ. قَال: إِنَّهُ (١) طَرَأَ عَلَيَّ جُزْئِي مِنَ الْقُرْآنِ،

===

يأتينا بعد العشاء يحدثنا. قال أبو سعيد) وهو كنية عبد الله بن سعيد: (قائمًا على رجليه) أي يحدثنا قائمًا على رجليه ولا يجلس (حتى يراوح بين رجليه) أي يعتمد على إحداهما مرة، وعلى الأخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل منهما من رجليه (من طول القيام، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش) أي من الشدائد والمصائب (ثم يقول: لا سواء) أي ما كنا وهم متساويين، بل (كنا) في أول الأمر (مستضعفين مستذلين) وكانت قريش أقوياء أعزاء.

(قال مسدد: بمكة) ولم يقل هذا اللفظ عبد الله بن سعيد، أي حين كنا بمكة (فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم) سجال بكسر سين وخفة جيم، جمع سجل بفتح فسكون (ندال عليهم ويدالون علينا) الإدالة الغلبة، أي نغلب عليهم مرة ويغلبون علينا مرة.

(فلما كانت ليلة أبطأ) أي تأخر (عند) وفي نسخة: عن (الوقت الذي كان يأتينا فيه) فجاء (فقلنا: لقد أبطأت عنا الليلة، قال) أي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنه طرأ علي) قال في "المجمع" (٢). طرأ علي، أي ورد وأقبل، من طرأ مهموزًا إذا جاء مفاجأة كأنه فجأه وقت كان يؤدي فيه ورده من القراءة، وقد تترك الهمزة فيقال: طرا يطرو طروًا (جزئي من القرآن) وفي رواية أحمد في "مسنده": "حزب من


(١) في نسخة: "إني".
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>