للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَيْلَةٍ". [ت ٤٧٠، ن ١٦٧٩، حم ٤/ ٢٣، خزيمة ١١٠١، ق ٣/ ٣٦، حب ٢٤٤٩]

===

ليلة) قوله: وتران بالألف، هكذا في النسخ جاء على لغة بني الحرث (١)، كما في قوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} (٢).

قال البيضاوي (٣): وهذان اسم إنَّ على لغة بلحرث بن كعب، فإنهم جعلوا الألف للتثنية وأعربوا المثنى تقديرًا، أي الألف عندهم علامة التثنية لا علامة إعراب، حتى تتغير كغيرها، فأعربوه بإعراب مقدر كالمقصور.

قال الترمذي (٤) بعد إيراد هذا الحديث: قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، واختلف أهل العلم في الذي يوتر من أول الليل ثم يقوم من آخره، فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن بعدهم نقض الوتر، وقالوا: يضيف إليها ركعة، ويصلي ما بدا له، ثم يوتر في آخر صلاته, لأنه لا وتران في ليلة، وهو الذي ذهب إليه إسحاق، انتهى.

وحاصل مذهبهم أن من أوتر أول الليل ثم قام من آخره، فإن لم يصل سبحة التهجد حرم من ثوابها، وإن صلَّى ولم يصل الوتر بعدها يخالف قوله: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا". وإن صلَّى الوتر بعدها أيضًا خالف قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا وتران في ليلة فقالوا: ينقض الوتر الذي صلَّى في أول الليل بأنه إذا قام من آخر الليل وقد أوتر في أوله يتطهر ويصلي ركعة واحدة يضيفها إلى ركعة الوتر التي صلاها في أول الليل ينوي نقض الوتر، ثم يصلي ما بدا له ركعتين ركعتين، ثم يوتر في آخر صلاته، فإذا فعل ذلك فقد نقض وتره الذي صلَّى أول الليل، وأحرز فضيلة التهجد وثوابه، ووافق قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا"، ولم يخالف قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا وتران في ليلة"؛ لأن الوتر الأول قد نقضه.


(١) كذا في الأصل، وهو تحريف، والصواب: "بلحرث".
(٢) سورة طه: الآية ٦٣.
(٣) "تفسير البيضاوي" (٢/ ٥١).
(٤) "سنن الترمذي" (٢/ ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>