للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٦٥ - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا جَرِيرٌ، عن قَتَادَةَ قَالَ: "سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: كَانَ يَمُدُّ مَدًّا". [خ ٥٠٤٥، ن ١٠١٤، جه ١٣٥٣، حم ٣/ ١١٩]

===

قدر العمل، فلا يستطيع أحد أن يتلو آية إلَّا وقد أقام ما يجب عليه فيها، واستكمال ذلك إنما يكون للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم للأمة بعده على مراتبهم ومنازلهم في الدين ومعرفة اليقين، فكل منهم يقرأ على مقدار ملازمته إياه تدبرًا وعملًا، هكذا في "المرقاة" (١).

١٤٦٥ - (حدثنا مسلم بن إبراهيم، نا جرير) بن حازم، (عن قتادة قال: سألت أنسًا عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال) أنس: (كان) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يمد مدًّا) والمراد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمد ما كان في القرآن من حروف المد، قال الحافظ (٢): المد عند القراءة على ضربين، أصلي: وهو إشباع الحرف الذي بعده ألف أو واو أو ياء، وغير أصلي: وهو ما إذا أعقب الحرف الذي هذه صفته همزة، وهو متصل ومنفصل، فالمتصل ما كان من نفس الكلمة، والمنفصل ما كان بكلمة أخرى، فالأول يؤتى فيه بالألف والواو والياء ممكنات من غير زيادة، والثاني يزاد في تمكين الألف والواو والياء زيادة على المد الذي لا يمكن النطق بها إلَّا به من غير إسراف، والمذهب الأعدل أنه يمد كل حرف منها ضعفي ما كان يمده أولًا، وقد يزاد على ذلك قليلًا، وما أفرط فهو غير محمود، انتهى.

قلت: وفي رواية للبخاري (٣) عن قتادة قال: سئل أنس: كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم، قال الحافظ: أي يمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة، والميم التي قبل النون من الرحمن، والحاء من الرحيم.


(١) "مرقاة المفاتيح" (٤/ ٦٤٣ - ٦٤٥).
(٢) "فتح الباري" (٩/ ٩١).
(٣) "صحيح البخاري" (٥٠٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>