للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِى مَعِى: قُلْ عَلَى حَرْفَيْنِ, قُلْتُ: عَلَى حَرْفَيْنِ, فَقِيلَ لِى: عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ, فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِى مَعِى: قُلْ عَلَى ثَلَاثَةٍ (١) , قُلْتُ: عَلَى ثَلَاثَةٍ (٢) , حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ, ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ مِنْهَا إلَّا شَافٍ كَافٍ, إِنْ قُلْتَ: سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ (٣) , أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ». [حم ٥/ ١٢٤، ق ٢/ ٣٨٤]

===

أو حرفين (فقال الملك الذي معي) أي جبرئيل: (قل على حرفين) أي أحب أن أقرأ على حرفين (قلت: على حرفين، فقيل لي) القائل هو الأول: (على حرفين أو ثلاثة؟ ) بتقدير الاستفهام، أي أتحب أن تقرأ على حرفين أوثلاثة؟ (فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة، قلت: على ثلاثة) أي أحب أن أقرأ على ثلاثة أحرف (حتى بلغ) أي الملك أو التزايد (سبعة أحرف، ثم قال: ليس منها) أي من الأحرف (إلَّا شاف) لأمراض الجهل (كاف) في الصلاة، أو شاف للعليل في فهم المقصود، كاف للإعجاز في إظهار البلاغة، أو شاف لصدور المؤمنين للاتفاق في المعنى، وكاف في الحجة على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو شاف في إثبات المطلوب للمؤمنين، كاف في الحجة على الكافرين، قاله القاري (٤).

(إن قلت: سميعًا عليمًا عزيزًا حكيمًا) أصبت، والأوضح ما في رواية أحمد في "مسنده" (٥): إن قلت: غفورًا رحيمًا، أو قلت: سميعًا عليمًا، أو عليمًا سميعًا، فالله كذلك، حاصله: أنك إن بدلت صفة بصفة أخرى، فلا مضايقة فيه (ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب) فهذا لا يجوز, لأن هذا يخل بالنظم ويغير المعنى.


(١) في نسخة: "ثلاث".
(٢) في نسخة: "ثلاث".
(٣) في نسخة: "بآية رحمة".
(٤) "مرقاة المفاتيح" (٤/ ٧٢٠).
(٥) "مسند أحمد" (٥/ ١٢٤) رقم الحديث (٢١١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>