(فقال) النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أخبرك بما هو أيسر) أي أسهل وأخف (عليك من هذا أو أفضل؟ ) قيل: "أو" للشك من سعد أو ممن دونه، وقيل: بمعنى الواو، وقيل: بمعنى بل، وهو الأظهر، وإنما كان أفضل لأنه اعتراف بالقصور، وأنه لا يقدر أن يحيى ثناءه، وفي العَدِّ بالنوى إقدام على أنه قادر على الإحصاء، بل المراد - والله أعلم- أنه أراد صلى الله عليه وسلم ترقيها من عالم كثرة الألفاظ والمباني إلى وحدة الحقائق والمعاني.
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه: وأفضلية هذا على ذاك إنما هو في الكيف لا في الكم، والمقصود منه الإشارة إلى أن الوقت المذكور المصروف في التحميدة والتهليلة والتقديسة المطلقات عن ذكر تلك القيود، ينبغي أن يصرف فيها مقيدة بتلك القيود ليزيد كمه كزيادة كيفه.
قلت: والذي أظن أن ما علمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل كما وكيفا مما تقول هي بنفسها، فإن الذي علمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيد على ما تقول عددًا، ويزيد أيضًا ببيان صفة الخالقية، فلهذا يكون هذا أفضل من ذاك، نعم الذي تقول بنفسها فيه زيادة باعتبار صرف زيادة الوقت وزيادة المشقة، ولعله تحصل فيها الملالة، فينقص الأجر.
= الإسناد" عن والده عبد الله بن سالم حديثًا مسلسلًا في السبحة، وفي آخره: عن عمر المكي قد رأيت الحسن البصري، وفي يده سبحة، فقلت: يا أستاذ مع عظم شأنك، وحسن عبادتك أنت إلى الآن مع السبحة؟ فقال: هذا شيء كنا قد استعملناه في البدايات، ما كنا نتركه في النهايات. أنا أحب أن أذكر الله بقلبي ولساني ويدي، قال أبو العباس: تبين منه أن السبحة كانت موجودة متخذة في عهد الصحابة - رضي الله عنهم-, لأن بداية الحسن من غير شك كانت في زمن الصحابة، والبسط في "نزهة الفكر" (ص ١٨) لمولانا عبد الحي اللكنوي، وسيأتي كيس أبي هريرة في "باب ما يكره من ذكر الرجل"، ما يكون من إصابة أهله من "كتاب النكاح". (ش).