للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَعَلَيْهَا، وَأَرْضُوهُمْ، فَإِنَّ تَمَامَ زَكَاتِكُمْ رِضَاهُمْ، وَلْيَدْعُوا لَكُمْ". [ق ٤/ ١١٤]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو الْغُصْنِ هُوَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ غُصْنٍ.

١٥٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِل، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ (١) بْنُ زِيَادٍ. (ح): وَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نَا عَبْا الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ- وَهَذَا حَدِيثُ

===

بأخذ الزكاة بأكثر مما وجه عليكم، أو أفضل على الفرض والتقدير، أو على زعمكم (فعليها) أي على أنفسهم إثم ذلك الظلم، ولكم الثواب بتحمل ظلمهم.

(وأرضوهم) أي اجتهدوا في إرضائهم ما أمكن بأن تعطوهم الواجبَ من غير مطل، ولا غش، ولا خيانة؛ (فإن تمام زكاتكم) أي كمالها (رضاهم) أي حصول رضاهم، (وليدعوا) بسكون اللام وكسرها (لكم) وهو أمر ندب لقابض الزكاة ساعيًا أو مستحقًّا أن يدعو للمزكي.

قال الطيبي (٢): وما ذكره في المعنى في قوله: "مبغوضون" أوجه؛ لأن في قوله: سيأتيكم ... إلخ، إشعار بأنهم عمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وينصره شكوى القوم عنهم في الحديث الذي يليه، ومن المعلوم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يستعمل ظالمًا، فالمعنى: أنه سيأتيكم عمال يطلبون منكم زكاة أموالكم، والنفس مجبولة على حب المال فتبغضونهم، وتزعمون أنهم ظالمون، وليسوا بذلك، وقوله: "وإن عدلوا، وإن ظلموا" مبني على هذا الزعم، ولو كانوا ظالمين في الحقيقة كيف يأمرهم بالدعاء لهم بقوله: وليدعوا لكم؟ .

(قال أبو داود: أبو الغصن هو ثابت بن قيس بن غصن).

١٥٨٩ - (حدثنا أبو كامل، نا عبد الواحد بن زياد، ح ونا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد الرحيم بن سليمان، وهذا) أي المذكور لفظ (حديث


(١) زاد في نسخة: "يعني".
(٢) انظر: "شرح الطيبي" (٤/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>