للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ أَمَرَ لِي بِعُمَالَةٍ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا عَمِلْتُ للَّهِ وَأَجْرِي عَلَى اللهِ، قَالَ: خُذْ مَا أُعْطِيتَ، فَإِنِّي قَدْ عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَمَّلَنِي، فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ، فَقَالَ لِي رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَكُلْ وَتَصَدَّقْ". [خ ٧١٦٣، م ١٠٤٥، ن ٢٦٠٤، حم ١/ ٥٢]

===

بعضهم: ابن الساعدي (١)، وسكن عبد الله الأردن، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن عمر بن الخطاب حديثَ العمالة.

(قال: استعملني) أي جعلني عاملًا (عمر على الصدقة) أي على أخذِها وجمعِها وجبايتها، (فلما فرغت منها) أي من أخذِها وجمعها، (وأديتها إليه) أي إلى عمر (أمر لي بعمالة) بضم العين، وفي "القاموس": مثلثة، أجرة العمل (فقلت: إنما عملت لله، وأجري على الله، قال) أي عمر: (خذ ما أُعْطِيْتَ) بصيغة المجهول (فإني قد عملت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعمَّلني) بتشديد الميم أي أعطاني أجرة العمل، (فقلت مثلَ قولك، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أُعطيتَ) بصيغة المجهول (شيئًا من غير أن تسأله فكل وتصدق) أي اصنع ما شئت فيها من الأكل والتصدق، أو كُلْ إن كنت فقيرًا، وتصدق إن كنت غنيًا.

قال القاري (٢): فيه جواز أخذ العوض عن بيت المال على (٣) العمل العام، وإن كان فرضًا كالقضاء والحسبة والتدريس، بل يجب على الإِمام كفاية هؤلاء ومن في معناهم في مال بيت المال، وظاهر هذا الحديث وغيره وجوب قبول ما أعطيه الإنسان من غير سؤال ولا إشراف نفس، وبه قال أحمد وغيره، وحمل الجمهور الأمر على الاستحباب أو الإباحة.


(١) وحكى صاحب "العون" (٥/ ٦١) عن المنذري وغيره: أنه لا وجه له، والصواب ابن السعدي. (ش).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٤/ ٣٦٣).
(٣) في الأصل: "عمل" بدل "على"، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>