للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا الْحِيَضُ وَلَحْم الْكِلَابِ وَالنَّتْنُ؟

===

يضمون الباء ويكسرونها، والمحفوظ في الحديث الضم "علي القاري" (١).

(وهي بئر (٢) يطرح) على صيغة المجهول، يجوز فيه التذكير والتأنيث، أي يلقى كما في رواية (فيها الحِيَضُ) بكسر الحاء وفتح الياء، جمع حيضة، بكسر الحاء وسكون الياء، وهي الخرقة التي تستعملها المرأة في دم الحيض أو تستثفرها (ولحم الكلاب).

قال الطيبي (٣): ووجه معنى "يلقى فيها" أن البئر كانت بمسيل من بعض الأودية التي يحتمل أن ينزل فيها أهل البادية، فيلقي تلك القاذورات بأفنية منازلهم، فيكسحها السيل فيلقيها في البئر، فَعَبَّر عنه القائل بوجه يوهم أن الإلقاء من الناس لقلة تدينهم، وهذا بما لا يجوّزه مسلم، فأنَّى يظن (٤) ذلك بالذين هم أفضل القرون وأزكاهم "قاري" (٥) , وقيل: كانت الريح تلقيها بها أو يفعله (٦) المنافقون "مرقاة الصعود".

(والنتن) بفتح النون وسكون التاء وتكسر، وهي الرائحة الكريهة، والمراد بها ها هنا الشيء المنتن، كالعذرة والجيفة، وكان الماء كثيرًا سيَّالًا يجري بها , ولكثرته لا يؤثر به ذلك ولا يغيره، فسألوا عن حكمها في الطهارة والنجاسة.


(١) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٥٧).
(٢) قال ابن رسلان: كانت بئر بضاعة عينًا يجري منها الماء إلى بساتين بني ساعدة. (ش).
(٣) "شرح الطيبي" (١/ ١٠٤).
(٤) وبه جزم الخطابي (١/ ٥٩)، كلما بسطه صاحب "الغاية". (ش).
(٥) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٥٧).
(٦) قال في "الشامل": يجوز أن يكون هذا من فعل المنافقين كانوا يلقون ذلك، كذا في "مرقاة الصعود" (ص ١٧). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>