للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَلَمْ يَقُلْ: «خُذْهَا» فِى ضَالَّةِ الشَّاءِ, وَقَالَ فِى اللُّقَطَةِ: «عَرِّفْهَا سَنَةً, فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلَّا فَشَأْنَكَ بِهَا» , وَلَمْ يَذْكُر «اسْتَنْفِقْ». [انظر الحديث السابق]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ الثَّوْرِىُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ رَبِيعَةَ مِثْلَهُ, لَمْ يَقُولُوا: «خُذْهَا».

===

في الروايتين، (ولم يقل) أي مالك لفظ: (خذها في ضالة الشاء) وذكره إسماعيل بن جعفر في روايته (وقال) أي مالك (في اللقطة: عرِّفْها سنة، فإن جاء صاحبها) فأدها إليه (وإلَّا) أي وإن لم يجئ صاحبها (فشأنك بها).

قال الحافظ (١): قوله: "شأنك بها"، الشأن: الحال، أي: تَصَرَّفْ فيها، وهو بالنصب أي الزم شأنَك بها، ويجوز الرفع بالابتداء، والخبر بها، أي شأنك متعلق بها. (ولم يذكر) مالك لفظ: (اسْتَنْفِقْ) كما ذكره إسماعيل بن جعفر.

(قال أبو داود: رواه الثوري وسليمان بن بلال وحماد بن سلمة عن ربيعة مثلَه) أي مثل ما روى مالك عن ربيعة، (لم يقولوا: خذها) غرض المصنف بهذا الكلام ما وقع في رواية إسماعيل بن جعفر من لفظ "خذها" في ضالة الشاة مخالف لما رواه مالك والثوري وسليمان وحماد عن ربيعة، فهي شاذة إن كان غرضه تأييد رواية مالك، وإلا فإشارة إلى أنها زيادة ثقة، والله أعلم. أما حديث الثوري فأخرجه البخاري في "اللقطة" (٢)، وأما حديث سليمان بن بلال عن ربيعة فأخرجه البخاري في "كتاب العلم" (٣).

وحديث سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصاري الذي أخرجه البخاري في "اللقطة" (٤) ففيها: "خذها"، وأما حديث حماد بن سلمة عن ربيعة فسيأتي عند المصنف قريبًا.


(١) "فتح الباري" (٥/ ٨٤).
(٢) "صحيح البخاري" (٢٤٢٧) وأيضًا أخرجه مسلم في "صحيحه" (١٧٢٢)، وأحمد في "مسنده" (٤/ ١١٧)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (١٨٦٠٢).
(٣) "صحيح البخاري" (٩١)، واْيضًا أخرجه مسلم (١٧٢٢)، وأبو عوانة (٤/ ٣٩).
(٤) "صحيح البخاري" (٢٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>