عن أبي كريب، وقال في متنه:"دخل عام الفتح من كداء، ولم يذكر العمرة"، وذكر قول هشام. ففي تخريج البيهقي هذا التصريحَ بأن ما وقع في رواية أبي داود من قوله:"ودخل في العمرة من كدىً" غير معتمد.
وحاصله أن هذا الحديث فيه جزآن: أولهما: دخل عام الفتح من كداء، وهذا الجزء الأول متفق عليه، ليس فيه شائبة اختلاف، والجزء الثاني فوقع فيه اختلاف كثير، أما أبو داود فقال:"ودخل في العمرة من كدىً"، وخالفه البخاري فقال:"وخرج من كُدًى من أعلى مكة"، فخالف في ثلاثة أمور:
أولها: أن البخاري قال: "خرج" بدل "دخل"، وثانيها: أنه ترك ذكر العمرة، وثالثها: قال: من كدىً من أعلى مكة، فكون كدىً من أعلى مكة وَهْمًا من أبي أسامة.
قال الحافظ (١): كذا رواه أبو أسامة فقلَّبه، والصواب ما رواه عمرو وحاتم، عن هشام:"دخل من كداء من أعلى مكة".
ويمكن توجيهه أن قوله:"من أعلى مكة"، بيان وتفسير للفظ "كداء"، كان في الجزء الأول تأخر عن محله لعدم التباسه بالشهرة.
وأما مسلم فأخرج هذا الحديث في "صحيحه" من حديث أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة"، قال هشام:"وكان أبي يدخل"، الحديث.
فخالف مسلم أبا داود في أنه لم يذكر الجزء الثاني من الحديث، ولا ذكر العمرة، فلعله فعل ذلك لما وقع فيها من الاختلاف والاضطراب.
ثم أخرجه البيهقي بطريقين: أحدهما من طريق هارون بن عبد الله،