قلت: فأبو بكر يرويه عن شيوخه الثلاثة - الحسن وأبي يعلى وعبد الله - كلهم عن هارون عن أبي أسامة ... ، وأيضًا يروي عن شيخه القاسم عن أبي كريب عن أبي أسامة ... ، فاختلف لفظ شيوخه الثلاثة (الآخذين عن هارون) عن لفظ شيخه القاسم (الآخذ عن أبي كريب)، فلفظ القاسم: "وخرج في العمرة من كدى" ولفظهم: "ودخل في العمرة من كدى" كما في حديث أبي داود، فلا مخالفة بين لفظ أبي داود وبين لفظ "البيهقي" في حديث هارون أصلًا، نعم توجد المخالفة بين حديث هارون وبين حديث أبي كريب الذي تفرَّد عنه القاسم بلفظ: "وخرج في العمرة من كدىً" عند "البيهقي"، هذا! وقد اتضح بما ذكر أن لفظ: "ودخل في العمرة من كدى" قائلوه ليسوا بمجهولين، بل هم هؤلاء الثلاثة المذكورون، ومنشأ الخطأ فيما أرى- والله أعلم - الشرطة الحائلة بين "كدى" وبين "لفظ القاسم" في النسخة المطبوعة لسنن البيهقي من الهند ثم في المصورة عنها، فإنها توهم أن "وقالوا ودخل ... إلخ" هو لفظ القاسم وليس كذلك، والله تعالى أعلم.