للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البابِ إِلَى الصَّفَا، فَلمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}. "نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّه بِهِ"، فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ،

===

وحاصل الكلام أن جعفر بن محمد يقول: كان أبي محمد بن علي يقول: إن جابرًا - رضي الله عنه - يذكر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في ركعتي الطواف بـ {قُلْ هُوَ أَللهُ أحد} وبـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}.

قال النووي (١): معنى هذا الكلام: أن جعفر بن محمد روى هذا الحديث عن أبيه عن جابر قال: كان أبي - يعني محمدًا - يقول: إنه قرأ هاتين السورتين، قال جعفر: ولا أعلم أبي ذكر تلك القراءة عن قراءة جابر في صلاة جابر، بل عن جابر عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته (٢) هاتين الركعتين.

فقوله: لا أعلم، ليس هو شكًا في ذلك؛ فإن لفظة العلم تنافي الشك، بل جزم برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - وقد ذكر البيهقي بإسناد صحيح على [شرط] مسلم عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت فرمل من الحجر الأسود ثلاثًا، ثم صلَّى ركعتين قرأ فيهما: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.

(ثم رجع إلى البيت فاستلم الركن) أي الحجر الأسود، وهذا استلام ثامن؛ فإنه قد أستلم في الأشواط السبعة سبع مرات، وهذا ثامن (ثم خرج من الباب) أي باب الصفا (إلى الصفا) أي إلى جانبه (فلما دنا) أي قرب (من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (٣) جمع شعيرة، وهي العلامة التي جُعِلَتْ للطاعات المأمور بها في الحج عندها كالوقوف، والرمي، والطواف، والسعي (نبدأ بما بدأ الله به) أي في الآية (فبدأ بالصفا) أي بدأ بالسعي بالصفا (فرقي) أي صعد (عليه)


(١) "شرح صحيح مسلم" (٤/ ٤٣٨).
(٢) كذا في الأصل، وفي "شرح النووي": "صلاة هاتين الركعتين"، وهو الصواب.
(٣) سورة البقرة: الآية ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>