للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَكَبَّرَ اللَّه وَوَحَّدَهُ، وَقَالَ: "لَا إِله إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِيِ وُيمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير، لَا إِلهَ إِلَّا اللَّه وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزابَ وَحْدَهُ". ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذلِكَ، وَقَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ

===

أي على الصفا (حتى رأى البيت) وذلك في ذاك الزمان، وأما الآن فلا يمكن رؤية البيت لحيلولة الجدران.

(فكبر الله) أي قال: الله أكبر (ووحَّده وقال: لاإله إلَّا الله وحده) حال مؤكدة (لا شريك له) في الألوهية فيكون تأكيدًا؛ أو في الصفات فيكون تأسيسًا (له الملك) أي ملك السماوات والأرض (وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء) تعلقت به إرادتُه (قدير) كامل القدرة لا يعجزه شيء (لا إله إلَّا الله وحده، أنجز وعدَه) أي وفي بما وعد لإعلاء كلمته (ونصر عبدَه) أي الخاصَ، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نصره نصرًا عزيزًا وفتحًا مبينًا (وهزم الأحزابَ وحدَه). معناه: هزمهم بغير قتال من الآدميين ولا بسبب من جهتهم. والمراد بالأحزاب: الذين تحزَّبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق، قاله النووي (١).

وقال القاري (٢): ويمكن أن يراد بهم أنواع الكفار الذين غُلِبوا بالهزيمة والفرار.

(ثم دعا بين ذلك) "ثم" لمجرد الترتيب دون التراخي، أي دعا في أثناء الذكر والتوحيد (وقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مثل هذا) أي من الذكر والدعاء (ثلاث مرات، ثم نزل) أي من الصفا ومشى (إلي المروة) أي إلى جهتها.


(١) انظر: "شرح صحيح مسلم" (٤/ ٤٣٩).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٥/ ٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>