للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَاسْتَقبَلَ الْقِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حِينَ (١) غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ،

===

الباء، وروي بالجيم، وفتح الباء، قال القاضي - رحمه الله -: الأول أشبه بالحديث، وحبل المشاة: مجتمعهم، وحبل الرمل: ما طال منه، وأما بالجيم فمعناه: طريقهم، وحيث تسلك الرجالة.

وقال الطيبي (٢): - رحمه الله -: بالحاء، أي: طريقهم الذي يسلكونه في الرمل. وقال التوربشتي (٣) - رحمه الله -: حبل المشاة موضع، وقيل: اسم موضع من رمل مرتفع كالكثبان، وقيل: الحبل الرمل المستطيل، وإنما أضافها إلى المشاة؛ لأنها لا يقدر أن يصعد إليها إلا الماشي، أو لاجتماعهم عليها توقيًا منه مواقف الركاب، ودون حبل المشاة، ودون الصخرات اللاصقة بسفح الجبل موقف الإِمام، وبه كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحرى الوقوف.

(فاستقبل القبلة فلم يزل واقفًا) أي قائمًا بركن الوقوف، راكبًا على الناقة (حتى غربت الشمس) أي أكثرها، أو كادت أن تغرب (وذهبت الصفرة قليلًا) أي ذهابًا قليلًا (حين) وفي نسخة: حتى (غاب القرص، وأردف أسامةَ) أي أركب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أسامةَ بن زيد (خلفه) على ناقته.

(فدفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي ارتحل وانطلق، أو دفع ناقته وحملها على السير (وقد شنق) بتخفيف النون (للقصواءِ الزمامَ) أي ضيق وجر إليه زمامها (حتى إن رأسها) أي رأس الناقة (لَيُصِيْبُ مَوْرِكَ رحلِه) بفتح الراء وبالحاء المهملة، وفي رواية بالجيم مع كسر الراء، والمورك بفتح الميم وكسر الراء: هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا ملَّ من الركوب،


(١) في نسخة: "حتى".
(٢) "شرح الطيبي" (٥/ ٢٥٥).
(٣) نقله الشارح من "مرقاة المفاتيح" (٥/ ٤٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>