(بكم الطرق) أي طرق أداء الصلاة، فبعضكم يقصر، وبعضكم يتم، (فَلَوَدَدت أن لي من أربع ركعات) التي أصلي مع الإِمام (ركعتيق متقبلتين) كما يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين.
وغرضه بهذا الكلام التعريض على عثمان أني وددت أن عثمان صلى ركعتين بدل الأربع، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحباه يفعلونه، وفيه كراهة مخالفة ما كانوا عليه، وقيل: معناه أنا أتم متابعة لعثمان، وليت الله قبل مني من الأربع ركعتين.
(قال الأعمش) ولعله هذا قول أبي معاوية (فحدثني معاوية بن قرة) بن إياس بن هلال بن رئاب المزني، أبو إياس البصري، عن يحيى بن معين: ثقة، وكذا قال العجلي والنسائي وأبو حاتم وابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال ابن حبان: كان من عقلاء الرجال، وقال الشافعي: روايته عن عثمان منقطعة.
(عن أشياخه: أن عبد الله صلَّى أربعًا) مع عثمان أي بعد ما أنكر على عثمان الإتمام (قال: فقيل له: عِبْتَ على عثمان) إتمامه الصلاة (ثم صليت أربعًا، قال: الخلاف شر) أي خلاف الإِمام فتنة وبلية، ولعل عثمان إنما ترك هذه السنَّة، وهو من الخلفاء الراشدين؛ لأنه بدا له عذر.
وأما العذرُ عن عثمان والتأويلُ فقد اختلفوا فيه، فقيل: إنما أتمَّ لكونه تأهل بمكة، أو لأنه أمير المؤمنين وكل موضع له دَارٌ، أو لأنه عزم على الإقامة بمكة، أو لأنه استجدَّ له أرضًا بمنى، أو لأنه كان يسبق الناس إلى مكة.