للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ» , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالْمُقَصِّرِينَ, قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ» , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالْمُقَصِّرِينَ, قَالَ: «وَالْمُقَصِّرِينَ». [خ ١٧٢٧، م ١٣٠١، ت ٩١٣، جه ٣٠٤٤، دي ١٩٠٦، حم ٢/ ١٦]

===

عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهُمَّ (١) ارحم المحلِّقين، قالوا: يا رسول الله! والمقصِّرين)، هذا عطف تلقين كأنهم قالوا: قل: والمقصرين، وأدخلهم في الرحمة.

(قال: اللهُمَّ ارحم المحلقين، قالوا: يا رسول الله! والمقصرين، قال: والمقصرين)، وفي هذا الحديث قوله: "والمقصرين" قال في المرة الثانية.

وقد أخرج البيهقي (٢) من حديث عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يرحم الله المحلقين، قالوا: يا رسول الله! والمقصرين، قال: يرحم الله المحلقين، قالوا: يا رسول الله! والمقصرين، قال: يرحم الله المحلقين، قالوا: يا رسول الله! والمقصرين، قال في الرابعة: والمقصرين".

قلت: وإنما أخر "المقصرين" لأن الأفضل الحلق فيرغبوا فيه، وفي الحديث دلالة على أن الحلق أفضل من التقصير، ووجهه أنه أبلغ في العبادة وأبين للخضوع والذلة، وأدل على صدق النية، والذي يقصر يُبقي على نفسه شيئًا بما يتزيَّن به بخلاف الحالق، فإنه يشعر بأنه ترك ذلك لله تعالى، وفيه إشارة إلى التجرد، ومن ثم استحب الصلحاء إلقاء الشعور عند التوبة.

واستدل بقوله: "المحلقين" على مشروعية حلق جميع الرأس؛ لأنه الذي تقتضيه الصيغة، وقال بوجوب حلق جميعه مالك وأحمد، واستحبه الكوفيون، والشافعي، ويجزئ البعض عندهم، واختلفوا فيه فعن الحنفية: الربع،


(١) اختُلِفَ في موضع هذا القول: الحديبية، أو حجة الوداع، أو كلاهما، وبه جزم الحافظ، وبسط الكلام. (انظر: "فتح الباري" (٣/ ٥٦٢، ٥٦٣)]. (ش).
(٢) "السنن الكبرى" (٥/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>