للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى- يَعْنِي ابْنَ أَبي كَثِيرٍ -، عن أَبِي سَلَمَةَ،

عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ (١) مَكَّةَ قَامَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِيهِمْ, فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ

===

نا الأوزاعي، حدثني يحيى -يعني ابن أبي كثير-، عن أبي سلمة، عن أبو هريرة قال: لما فتح الله على رسوله مكة قام النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي خطيبًا (فيهم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال): (إن الله حبس عن مكة الفيل) وقصته أن أبرهة سار مع جيوشه إلى هدم الكعبة وغزوها، وخرج معه الفيل حتى انتهى إلى مكة، وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها، ثم بعث أبرهة حناطة (٢) الحميري إلى مكة، وقال له: سل عن سيد هذا البلد وشريفهم، ثم قال له: إني لم آت لحربكم إنما جئت لهدم البيت، فإن لم تعرضوا دونه بحرب فلا حاجة لي بدمائكم، فإن هو لم يرد حربي فأتني به، فلما دخل حُناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها، فقيل له: عبد المطلب بن هاشم فجاءه، فقال له ما أمره به أبرهة.

قال له عبد المطلب: والله ما نريد حربَه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله عليه السلام، فإن يمنعه فهو بيته وحرمه، وإن يُخَلِّ بينه وبينه فوالله ما عندنا له من دافع عنه.

فقال له حُناطة: فانطلق إلى الملك، فإنه قد أمرني أن آتيه بك، فانطلق معه عبد المطلب ومعه بعض بنيه، حتى أتى العسكر، فقال للملك بعض جلسائه: أيه الملك! هذا سيد قريش ببابك، يستأذن عليك، فأذن له عليك


(١) في نسخة: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
(٢) في الأصل: "حياطة"، وهو تحريف، والصواب: "حناطة" كما في "الخميس" (١/ ١٨٩)، و"سيرة ابن هشام" (١/ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>